في تفجيرات مطار اسطنبول
لم ينقض يومان على المصالحة التركية الروسية حتى جاء ردّ تنظيم “الدولة الاسلامية”، بتفجيرات مطار اسطنبول، تماماً كما جرى في تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء، حيث لم تمض أيام قليلة على بدء التدخل الجوّي الروسي في سوريا، وهذا ما يؤكد كلامنا السابق حول اختيار الأهداف بدقة.
وليس هناك من شكّ في أنّ ضربات “داعش” موجعة، وتحمل آثارها المستقبلية، فالسياحة المصرية أصيبت بحالة تشبه الانهيار، ومن الطبيعي توقّع أنّ هذه النتيجة ستنسحب الآن على السياحة التركية، حيث الهدف يتحدث عن نفسه بنفسه باعتباره المطار السياحي الأكبر في البلاد.
في يوم أعلن الملك عبد الله الثاني أنّ مواجهة الإرهاب بمثابة حرب عالمية ثالثة، ولم يرق الكلام للرئيس الأميركي باراك أوباما الذي ردّ ضمنياً في مناسبة مغايرة بأنّها ليست كذلك، ولكنّ سرعان ما وصل “داعش” إلى الأراضي الأميركية في غير عملية موجعة.
من المستبعد أن يصمد “داعش” كثيراً في الاراضي العراقية والسورية والليبية، فالعالم كلّه يتوحّد ضدّه عسكرياً، ولكن من المستبعد أيضاً أن يكون ذلك نهايته، فتوزّع أفراده على أنحاء العالم، وانتشار أفكاره المؤذية، ستجعل من القضاء عليه عملية صعبة، وطويلة الأمد، وتتطلّب اقتراباً مختلفاً لا يكتفي بالنظرة الأمنية البحتة.
(السبيل 2016-06-30)