على عبدالله صالح....يعرض نفسه
ظهور الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بهذه القوة لم يكن مفاجئا، فقد تسرعت السعودية بوقف العمليات العسكرية ما أعطى صالح والحوثيين فرصة استعادة زمام المبادرة.
الرجل يؤسس مع الحوثيين «مجلس سياسي أعلى»، كأنه يريد من ذلك إعادة إنتاج نفسه وجماعته في الحكم، وللامانة صالح كان يتحدث بقوة وثقة.
صالح في خطابه وصف السعودية بالشقيقة الكبرى، وعرض عليها الحوار في اي مكان تريده، ومواكبة لذلك كان جنوده مع الحوثيين يقودون هجمات على الحدود السعودية.
هذه اللغة واضحة الرسالة، فهو يقول للسعوديين ويعرض عليهم نفسه مرة اخرى، ويدعوهم لقبول عودته ورجاله من رجالات المؤتمر الشعبي للحكم مقابل ان يحالفها من جديد.
لقد اقترح صالح على السعودية إعطاء فيلات لاعضاء حكومة عبد ربه هادي اسوة بما كان عام 1962 حين منحت تلك الاماكن لانصار محمد البدر.
الخطاب الذي تبناه صالح فيه عربدة، ويملك عناصر قوة، فعرضه لنفسه كوكيل واضح، لكنه عرض بين ثناياه عناصر القوة، فمزج بين السياسة وقدرته على الارض.
ايضا في ما بين سطور الخطاب لغة تقول انه قادر ويرغب في اعادة تحجيم الحوثيين واعادتهم الى صعدة، فكأنه يريد طمأنة الرياض من جهة، لكنه يهاجمهم على الحدود لتحريك تلك الافكار في رأس الرياض.
كيف ستتلقى الرياض خطاب صالح؟ لا ندري، ولا أظنها اخلاقيا ستقبل الابتزاز، لكن هل يعني ذلك عودة الحرب وتحرك الجيش السعودي، وهل تملك الرياض ان تعود كما كانت في اندفاعتها وانتصاراتها؟ أسئلة كبيرة تؤكد مأزق السعودية في اليمن.
(السبيل 2016-08-02)