دور إنمائي للبنك المركزي ولكن ليس هكذا

تم نشره الأحد 18 أيلول / سبتمبر 2016 12:21 صباحاً
دور إنمائي للبنك المركزي ولكن ليس هكذا
فهد الفانك

بعد الأزمة المالية والاقتصادية التي ضربت الاقتصاد العالمي قبل نحو عشر سنوات، توسع دور البنوك المركزية، فلم تعد تقتصر على حماية الاستقرار النقدي من خلال استخدام أدوات السياسية النقدية المعروفة، بل تعدت ذلك إلى تحفيز النمو الاقتصادي ومكافحة البطالة.

المفروض ان يكون الدور الإنمائي للبنوك المركزية من خلال سيطرتها على الجهاز المصرفي، والتأثير على سلوكه بالحوافز والأوامر، لتوجيه المزيد من الموارد لأغراض التنمية ودفع النمو الاقتصادي، خاصة وأن الجهاز المصرفي يملك عشرات المليارات من الدنانير.

لكن هذا لا يعني ان يقوم البنك المركزي بنفسه بتقديم القروض طويلة الأجل لهذه الجهة أو تلك مجاناً أو بسعر فائدة رمزي، لأن معنى ذلك إعفاء البنوك من هذه المهمة اكتفاء بتمرير أموال البنك المركـزي إلى المشاريع المطلوب تشجيعها، وتشغيل المطبعة لإصدار المزيد من النقود فوق الزيادة الكبيرة المحققة أصلاً في عرض النقد، والتي تتجاوز معدل النمو الاقتصادي، وبالتالي فإن موجة تضخم عاتية قد تكون بانتظارنا.

البنك المركزي لن يطلب من البنوك استخدام جانب من مواردها لأغراض التنمية، بل يراد له أن يستخدم البنوك كوسيط بينه وبين الفعاليات الاقتصادية، فيعطيها المال بسعر 1% لكي تقدمه لمشاريع المحافظات بسعر 4%، وليس معروفاً من يتحمل مخاطر هذه القروض.

هذا السلوك يمثل خروجاً على نظام السوق الحر، وتفاعل العرض والطلب كأداة لتخصيص الموارد المتاحة لأفضل الاستخدامات، والأهم من ذلك أنه يعتمد الأسلوب السهل، وهو إصدار المزيد من الدنانير لتضاف إلى النقد المتداول، مما يعتبر تشغيلاً للمطبعة أو رشاً للمال وشراء الوقت.

النقد المتداول في دفاتر البنك المركزي ليس كنزاً مفتوحاً يمكن الدفع منه بغير حدود علماً بأن هذه الإصدارات تمثل في الواقع ضريبة على جميع المواطنين الذين يملكون دنانيراً في جيوبهم أو في بنوكهم، فالبنك المركزي يأخذ في هذه الحالة من الجميع ليعطي البنوك أموالاً رخيصة، يعاد تدويرها في السوق.

أصبح مطلوباً من البنك المركزي أن يوفر مئات الملايين من الدنانير لتمويل الصندوق الأردني للريادة، برنامج ضمان القروض، إعادة تمويل البنوك لإقراض المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ضمان ائتمان الصادرات، برنامج التمويل الصناعي والخدمات، تمويل مؤسسات الإقراض الصغيرة إلى آخره، الأمر الذي يتطلب تشغيل مطبعة النقود وقتاً إضافياً. ماذا عن الاستقرار النقدي؟.

2016-09-18

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات