نقاط إسرائيلية على حروف عربية!
من يتابع الصحف الإسرائيلية في هذه الأيام ويقارنها بمعظم الصحف العربية قد يفاجأ بأن ما كان حتى وقت قريب شجنا عربيا اصبح شأنا اسرائيليا، ولو اخذنا مثالا واحدا هو ما يدور من سجال حول الانتخابات البلدية لوجدنا ان المعلقين ومراكز الابحاث الاسرائيلية تضع تحت المجهر كل ما له صلة بهذا الحراك الفلسطيني، فهي تتوقع تارة وتحذر تارة اخرى كما لو ان مستقبلها رهينة بما يجري الان في فلسطين وفي غياب الرصد العربي الجاد، ففلسطين الان وفي ذروة هذا الربيع الصحراوي اصبحت في قائمة اليوم الثامن من الاسبوع العربي والشهر الثالث عشر والساعة الخامسة والعشرين . والانقسام سيئ الذكر والفاضح لتغليب الخاص على العام والفصيل على الوطن كان نافعا لمن يريدون غسل ايديهم من غبار هذه القضية بقدر ما كان ضارا وقاصما للظهر بالنسبة لأهلها، وكلما حاولت الاقلاع عن عادة القراءة للصحف الاسرائيلية اعادني الاخفاق مرة اخرى ليس لأن تلك الصحف المحشوة بالألغام مصدر معلومات موثوق به بل لأن ما بين سطورها يفتضح ذهنية سياسية مسجونة داخل شرنقة ايديولوجية، ومن الناحية النفسية وقدر تعلقها بالسياسة فإن المذعورين من المستقبل هم وحدهم الذين يفرطون في استثمار كل لحظة من الحاضر، وهناك كتّاب اسرائيليون يقولون صراحة إن السلام المحلوم به هو ذلك الذي يعقد مع من لم يولدوا بعد، ولأن هذا الحلم يستحيل ان يتحقق فإن التعامل مع المستقبل سيبقى كما لو انه كمين تاريخي او فخّ ! بين الشجن العربي والشأن الاسرائيلي ما لا يحصى من الاوراق والشهادات والاعترافات، لكن اللحظة الان مواتية كي يجهر الجنرال والحاخام معا بما كان طيّ الكتمان؛ لأن الثور وقع مُثخنا بجراحه، ولا غرابة في ان يتم شحذ السكاكين وسكك الحراثة معا ! ما ينشر في الصحف الاسرائيلية ،متزامنا مع القيلولة القومية التي طالت، يعيد النقاط التي طالما حذفت إلى الحروف! !
2016-09-18