دمعة من الرئيس

تم نشره الأحد 02nd تشرين الأوّل / أكتوبر 2016 12:27 صباحاً
دمعة من الرئيس
ماهر أبو طير

بلا شك ابدا، أن السلطة الوطنية الفلسطينية باتت على عداء مع الشعب الفلسطيني، والادلة على ذلك كثيرة، اقلها التكامل الامني مع الاحتلال، وخدمته، وصولا الى ما رأيناه من التعزية بشمعون بيريز، وهذه السلطة، لم تعد تمتلك اي شرعية، فلا الاتكاء على قصص فتح في الستينيات وغيرها، كافية، امام حجم الاستنزاف الهائل لكل رصيد الشرفاء الذين صدقوا هذه الثورة يوما ما.

كيف يجرؤ محمود عباس على الذهاب للعزاء، وهو يعرف ان هذا الطرف قتل من شعبه مئات الالاف، ومالذي كان يضيره لو غاب عن العزاء، ثم لماذا هذه المبالغة في اظهار الحزن، وذرف الدموع، وكأن الفقيد من ابناء رام الله او القدس، وهم بالمناسبة لا يحصلون على دمعة من الرئيس؟!.

بالنسبة لكثرة باتوا متأكدين ان دور السلطة، تبريد المشاعر الوطنية، تحويلها الى مجرد سمن مجمد بارد، يريدون شعبا بلا حرارة، بلا احساس، لا يغار ولا يتحرك، متبلدا، والذهاب للعزاء يحقق هذه الغاية، فالرئيس يضرب في بنية وجدان الشعب الفلسطيني، ويقول لهم، هذا الذي وصلتم اليه، فلماذا تضحون باولادكم، ولماذا تنتظرون فرجا من حرب او انتفاضة او سلام؟!.

ثم يأتيك البعض ليقفز في وجوهنا، مثل شيطان هارب ، فيقول ان النبي صلى الله عليه وسلم لو كان موجودا، لشارك في الجنازة وعزى ببيريز، وتشعر بصعقة، على قدرتهم على الصهينة هنا، فحتى النبي زجوا به في اهوائهم، لكنك تقول بينك وبين نفسك، ان النبي لو كان موجودا، لما كانت اسرائيل موجودة، ولا عباس، ولا هذا الذي يتجرأ على اسم النبي وينطق باسمه، معتبرا ان معه وكالة تبيح له هذا الامر، بل واتهام النبي انه سيشارك في جنازة قاتل ومحتل.

ما يمكن قوله ببساطة، ما قيل مرارا، فالسلطة الوطنية مجرد وجه للاحتلال، تدير مصالحه في الضفة الغربية، وهي لا تمنع الاستيطان، ولا سرقة الارض في القدس، بمعنى ان دورها شكلي، يتعلق فقط، بسجن اي مقاوم، وملاحقة النشطاء، حتى يتسنى لاسرائيل اكمال مشروعها، وهذا هو الدور الوظيفي.

عباس في ذهابه للتعزية، باع دم الفلسطينيين، وهذا ليس جديدا، فالذين قبله، ايضا، ممن اعترفوا بثلاثة ارباع فلسطين لليهود، باعوا فلسطين ايضا، وقد آن الاوان ان تتم مراجعة كل قصة الثورة الفلسطينية، ومافيها، من بطولات واختراقات، هزائم وانتصارات، ماحققته لفلسطين، وماحققته للعدو بعلم او جهل، لقد آن الاوان ان يصحو الناس امام هذا المشهد المؤلم جدا.

لم يذهب عباس، لمجرد البروتوكول.كان فعليا يطلق النار على وجدان الفلسطينيين.

(الدستور 2016-10-02)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات