ارتباك في الدولة
أكثر من عنوان جعلني على قناعة بأن المؤسسة الرسمية وادارتها، تعيش في اللحظات الراهنة ارتباكا ومأزقا صنعته هي بطبيعتها أحيانا وبسلوكها المتعجل احيانا اخرى.
اغتيال حتر، صفقة الغاز، الوزير المستقيل، تشكيلة الأعيان، شخصية رئيس الوزراء، المناهج والجدل حولها، كلها عناوين مستعجلة ازدحمت اخيرا لتثير الريبة وترفع منسوب القلق.
قصة وزير النقل وتفصيلاتها، تعيينه ثم استقالته بعد ساعات، وحدها كانت صدمة للاردنيين، تكفي لتكشف عن مأزقنا واضطراب عملنا المؤسسي.
ايضا اتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني توقيتا ودلالة، أكدت عدم قدرة المؤسسة الرسمية على فهم مزاج الناس واتجاهاتهم، ما يؤكد على انفعالية القرار وضيق تداوله.
دعونا نصف الاشياء كما هي، ثمة ضيق في مساحة اتخاذ القرار اردنيا، لذلك تكثر الاخطاء وتتراكم، فلم نعتد على المؤسسة الرسمية انها تخطئ بتسمية وزير لولا انها مستعجلة مرتبكة وضيقة المشورة.
اسئلة اخرى قمت بطرحها على نفسي بفعل مخزون القلق الذي يساورني، منها، هل المطبخ مضغوط بفعل الاحداث الداخلية والخارجية الى درجة تجعله اقل كفاءة على الاداء.
هل تدرك الدولة «معرفة او قلقا» ان هناك استقطابا كبيرا في المجتمع بين ما هو علماني ومحافظ، وان الضغط لتمرير الاول، بالاكراه، سيحفز التشدد اكثر.
ثم السؤال الاهم، من هم مخ الدولة والذين يفكرون لها ويرسمون معالم هوية ادائها في الايام القادمة؟ مزعج اني لا أصل للاجابة، والأشد ايلاما اني إن أجبت سأجد الخيارات ضيقة...للأسف.
(السبيل 2016-10-02)