مهمات الفريق الاقتصادي

تم نشره الأربعاء 05 تشرين الأوّل / أكتوبر 2016 12:11 صباحاً
مهمات الفريق الاقتصادي
فهد الفانك

لعل أصعب مهمة تواجه الفريق الاقتصادي الوزاري هذه السنة هي تحقيق نمو اقتصادي حقيقي. بدون النمو لا معنى للحديث عن مكافحة البطالة والفقر ورفع مستوى المعيشة.

تقديرات المؤسسات الدولية للنموالاقتصادي في الأردن هذه السنة تتراوح بين 2% كحد أدنى و3% كحد أقصى. اي أن هناك إجماعاً بين المحللين والمراقبين على أن الاقتصاد الأردني سيحقق نمواً إيجابياً هذه السنة ، وبالتالي فالمشكلة محلولة.

يبدو ظاهرياً على الاقل أن مهمة الحكومة لم تعد صعبة طالما أن الحد الادنى من النمو سوف يتحقق تلقائياً ، ولكن هذا ليس صحيحاً ، ذلك أن معظم التقديرات المشار إليها أعلاه تميل إلى التفاؤل المفرط اعتماداً على الأرقام والجداول التي خرج بها صندوق النقد الدولي.

من حقنا أن نسأل: لماذا يتحقق تلقائياً نمو اقتصادي إيجابي إذا كانت القطاعات الرئيسية المسؤولة عن النمو في حالة حرجة ، فالصادرات تتراجع ، ومقبوضات السياحة تنخفض ، وحوالات المغتربين تتراجع ، والمنح الخارجية تقل ، وتدفقات الاستثمارات الواردة ليست على ما يرام ، وحالة عدم التيقن قائمة.

هذه الصعوبات لا تخفى على الفريق الاقتصادي ، ومن هنا يدرك أن مهمة تحقيق نمو إيجابي هذه السنة هي في الواقع مهمة صعبة حتى لا نقول مستحيلة.

لا يستطيع الفريق الاقتصادي أن يفعل الكثير لزيادة حجم الصادرات الوطنية ، أو اجتذاب المزيد من الحركة السياحية ، أو زيادة حوالات المغتربين ، أو استقطاب الاستثمارات العربية والأجنبية أو إقناع الدول المانحة بزيادة دعمها لتمكين الأردن من مواجهة أعباء اللجوء السوري الذي زاد الطين بله.

معظم وسائل تحفيز النمو التقليدية جرى توظيفها بل بولغ فيها ، فقد تم اتباع سياسة التوسع النقدي والطلب من البنك المركزي توفير التمويل للمشاريع المختلفة ، مما وصل إلى حد يهدد الاستقرار النقدي.

حتى الآن طرحنا مشاكل وتحديات ولم نقدم حلولاً ، ذلك أننا نعتقد أن تحقيق نمو اقتصادي كبير في الظروف الراهنة ، ليس هدفاً واقعياً ، فالاولوية في هذه الظروف يجب أن تتركز على حماية الاستقرار الاقتصادي ووقف التراجع.

المهمة العملية التي نرجو أن تتصدى لها الحكومة في الظروف الراهنة هي عملية الإصلاح الهيكلي ، في مجالات الإدارة والتشريع ، إدارة الموازنة العامة والدين العام ، أداء القطاعات المختلفة وخاصة التعليم والصحة.

بعبارة أخرى فإن المرحلة الراهنة لا تعطي الأولوية للكم بل للكيف: كفاءة ، إنتاجية ، استقرار ، مما يعتبر استثماراً ينعكس على النمو المستقبلي.

(الرأي2016-10-05)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات