البلد بين خطابين
لا يكون ظهور معارض بحجم المهندس ليث شبيلات في المشهد الاشتباكي الاردني، الا بسبب جدل نوعي مختلف عن السياقات المعهودة في البلد.
قطعا هو لم يظهر ليعلق على صفقة الغاز، فموقفه معروف ولن يضيف جديدا، ولن تغريه قصة المناهج، فهي ليست من معاركه الاستراتيجية.
لكن بيان حزب الجبهة الموحدة، او بشكل اوضح بيان امجد هزاع المجالي، أغرى ليث شبيلات للظهور والتعليق بعبارات لا تخرج عن مقارباته الرئيسية المتعلقة بالاشتباك مع النظام السياسي الاردني.
في هذه الاثناء يظهر زكي بني ارشيد (الرجل القوي في الاخوان المسلمين) ليعلن قبوله الاشتباك الايجابي مع الدولة المدنية تحت عناوين التفاهم والحوار.
لاحظ هنا اننا نقف بين خطابين، لكل واحد مبرراته ودوافعه وسياقاته، خطاب اقرب الى «لغة الحراك الاردني» الغاضب تتبناه بعض حلفاء الدولة السابقين الذين تصدعت علاقاتهم معها بسبب «المحاصصة غير العادلة».
وخطاب اخر يتبلور لدى الحركة الاسلامية عنوانه التريث والكمون وانتظار تطورات اللحظة، كما انه يقوم على ارسال الرسائل الفكرية والسياسية الايجابية والى اكثر من مصدر.
اذًا معسكر الولاء متصدع، غاضب، مؤهل لإنتاج معارضة مؤقتة من نوع خاص، وهذا ينطبق على نقابة المعلمين المحسوبة على الدولة، فقد يجرها الشارع الى اعتراضات مفصلية مع سياسات الدولة المتعلقة بالمناهج.
على الطرف الآخر، تدرك الحركة الاسلامية ضرورة انتاج خطاب برلماني وغير برلماني مختلف عن ما كان سابقا، فالسياق مختلف وموازين القوة ايضا مختلفة، كما ان حاجات البلد تحتاج الى منطق ولغة اخرى.
نعم نعيش في البلد تبدلات كبيرة غير مفهومة احيانا، ومفهومة بألم احيانا اخرى، لكننا امام واقع سياسي وفكري ملتبس يحتاج الى اعمال عقل عميق علنا نخرج منه بسلام.
(السبيل2016-10-09)