مدنية «بني ارشيد».. رسالة الى من؟
تصريحات زكي بني ارشيد على موقع «سي ان ان بالعربية» ومن ثم مقالته على موقع «الجزيرة نت»، التي قال فيها ان الدولة المدنية مقبولة لديه، جعلتني اتساءل عن مبرر الرسالة ومن هو المستقبل لها.
هل سيهتم بالرسالة من هو ابعد من «زاوية محمد ابو رمان في الغد»، او مروان المعشر او غيره من الذين قد يراقبون سلوك الاخوان الفكري والثقافي.
هل صحيح ان في اروقة الحكم الاردني من يراقب مواقف الاخوان الفكرية، وينتظر انعطافاتها كي يعمل على تغيير موقفه، وهل موقف بني ارشيد لوحده يكفي؟
أنا باعتقادي ان «جماعة تكسير الاخوان» في الدولة الاردنية لا يعنيهم اية اشارة فكرية تثاقفية تصدر من قيادات الاخوان الحاليين، بل أجزم ان القهقهة ستكون رد الفعل على هذه الاشارات.
بل انني اذهب الى ابعد من ذلك، هناك صمم في مؤسسات الدولة من الاستماع للاشارات السياسية، فما بالك بالفكرية، من هنا ارى ان توقيت ما قاله بني ارشيد غير مناسب، وان ثمة اولويات اهم، قد يكون منها استمرار الصمت.
اشكالية الاخوان المسلمين مع الدولة الاردنية ليست فكرية، بل هي سياسية بامتياز، ولها ارتباط بحالة الاقليم وتوجهاته وانعطافاته.
بالتالي ارى ان يكثف قادة الحركة الاسلامية فكرهم، وان يعمقوا نظرهم اكثر في المسألة السياسية، فالقصر والاجهزة الامنية، تراقب السياسة ولها مطالب، وهنا يجب الاشتباك معها بعيدا عن قصة «القبول بالدولة المدنية».
(السبيل 2016-10-12)