شطب التاريخ بجرة قلم!
تمّ حذف سؤال: كيف يمكن تحرير المسجد الأقصى؟ من منهاج الصف الرابع الابتدائي، وإذا كان السبب واضحاً، وفاضحاً، فكلمة «تحرير» ستعني بالضرورة “العنف” و”القتال” و”صلاح الدين الأيوبي”، وهذا ما لا ينبغي للأطفال أن يتحدّثوا به في زمن السلام “المفترض” الذي نعيشه مع دولة إسرائيل العتيدة (العتيدة في اللغة تعني الحالية!).
“ما شي الحال”، وسنمشي مع العيّار إلى باب الدار، فنقول: الأردن تبنّى وعمل من أجل قرار اليونسكو الأخير، ونجح في إقرار المنظمة الدولية اعتبار أنّه لا علاقة لليهود بالميل المرّبع الذي هو مساحة الأقصى، ولا حتى بجداره الذي يسمّيه اليهود بحائط المبكى، ونسمّيه بحائط البراق.
هذا الطفل الأردني، في الصف الرابع، ابن الحادية عشرة من عمره الذي لا نريده أن يجيب عن سؤال التحرير، يسمع في الأخبار عن هذا النصر الأردني، ولا بدّ أنّه يعرف أنّ الأقصى مُحتلّ من اليهود، وبالضرورة فهو سيسأل بينه وبين نفسه: كيف يمكن تحرير المسجد الأقصى؟
المسألة ليس في شطب سؤال من منهاج الصغار، بل هي في كيفية شطب عقلية الكبار الذين لا يُقدّرون أنّ الثقافة العامة أكبر من مئة صفحة يضعها خمسة أشخاص، تتناولهم أوهام إمكانية غسل الأدمعة بجرّة قلم.
(السبيل2016-10-17)