صناعة الرؤساء !!
تداولت الفضائيات اللبنانية هذا الاسوع مصطلحا سياسيا مشحونا بدلالات عديدة، هو ان الجنرال عون الذي اصبح قاب خطوتين او ادنى من قصر بعبدا صناعة لبنانية خالصة، واول دلالات هذا المصطلح وايحاءاته ايضا ان هناك رؤساء يصنعون خارج الحدود الاقليمية لبلدانهم ، لكن بالطبع ليس على طريقة السلع التي تصنع في الصين وتايوان وغيرهما .
ولبنان الذي عانى من حرب اهلية لم تنته ظلالها الداكنة واصداؤها الشجية حتى الان، يدك ان تلك الحرب كانت بمعنى ما حرب الاخرين لهذا فان التدخلات الدولية والاقليمية في الشأن اللبناني تحولت الى فوبيا لأن من حق لبنان ان يملك قراره ويختار من يقودونه حتى لو كان ذلك مشروطا بمعادلات محلية معروفة وموروثة !ت
ومن ايحاءات هذا المصطلح ايضا الاشارة الى رؤساء تم تصنيعهم في الخارج ومنهم من وصلوا الى الرئاسة على دبابات غزاة اوطانهم، وعلى سبيل المثال لا يزال الفرنسيون ينظرون الى المارشال بيتان الذي ترأس حكومة فيشي اثناء الاحتلال الالماني على انه صناعة المانية .
ولدينا في الوطن العربي امثال شعبية كثيرة حول هذا المعنى رغم اختلاف اللهجات، وكلها تصب في هدف واحد هو حق الاوطان في اختيار من يرى الناس انهم الاجدر بقيادتها .
لقد عاش لبنان اكثر من عامين بلا رأس، ولو كانت هذه التجربة في مكان آخر لاختلف المشهد والمصير معا، لكن لبنان له من الحيثيات والتفاهمات ما يضمن له الحد الادنى على الاقل م التماسك النسبي، وما تبشر به حالة التوافق الوطني في لبنان يُنبىء عن احساس لدى جميع الاطراف بأن تغليب الشخصي على الوطني والخاص على الوطني والعام له نتائج كارثية بحيث يكون الجميع خاسرين !
لبنان باطروحته حول الصناعة المحلية للرئيس يفتح بابا يُفضي الى دهاليز لا آخر لها !!
(الدستور2016-11-01)