التحفظ تجاه إيران ما زال مطلوبا
واضح ان النفوذ الايراني في المنطقة يتجه نحو التموضع الكبير المحسوم، فما يجري في العراق واليمن وسوريا واخيرا في لبنان يثبت كل ذلك.
على الطرف الاخر يبدو ان الرياض تعيش اسوأ حالاتها في كافة ملفات المنطقة، هذا ناهيك عن الاشكالات الاقتصادية الكبيرة والانفعال السياسي الواضح.
كما ان الانتخابات الاميركية في حال افرزت هيلاري كلينتون رئيسة للولايات المتحدة الاميركية «وهو المتوقع»، سيكون اهم رجالات ادارتها هم من هندسوا الاتفاق النووي مع ايران.
من هنا تظهر اصوات هنا وهناك، بعضها لرجالات دولة سابقين وازنين، تدعو إلى اعادة النظر بقرار سحب سفيرنا من طهران، وتطالب بعلاقة اكثر حميمية مع ايران.
هذه النخبة لا تتحدث بالعلن، وانما في الصالونات، ولعل زيارة عبدالباري عطوان الاخيرة لعمان، ولقائه معهم، وما كتبه في مقالته عن الاردن، يدل بوضوح على همهمات هؤلاء وهمساتهم.
انا شخصيا مع الحديث العلني للنخبة الاردنية في كل المواضيع، دون حرج او تردد، فحين ضاقت حلقة القرار في البلد وجب على الغيورين توسيعها رغم انف الضيق.
نعم للنقاش حول العلاقة الاردنية مع ايران، ونعم لعودة الحديث العلني عن السياسة الخارجية، كما نرحب بأن ينتقل البعض من مرحلة الهمس الى التنظير الوطني العلني.
بالنسبة لعلاقتنا مع ايران، من المتسرع ان نحاول احداث انعطافات فيها، فلسنا بصدد العداوة الظاهرة معهم، كما انهم براغماتيون بما يكفي لأن ننتظر هدوء غيار المنطقة.
الاهم من ذلك انه يجب المحافظة على توازن علاقتنا مع الرياض في هذه المرحلة، فليس من مصلحتنا «قرص» الرياض، وازمتنا الاقتصادية النازفة لن تحلها ارتجالات سياسية غير محسوبة.
كنت ولا زلت مع تنويع خياراتنا في كل الملفات، وسأبقى انادي بضرورة تقليص حجم عداواتنا في الداخل والخارج، لكن ضمن استراتيجية المرحلة ارى ضرورة ابقاء الوضع على ما هو عليه مع ايران.
(السبيل 2016-11-02)