قرار اليونسكو.. كيف نستثمره؟
لا خلاف ان اعتماد المجلس التنفيذي لمنظمة «اليونسكو» العالمية قرار ينفي وجود أي ارتباط ديني لليهود بـالمسجد الأقصى المبارك وحائط البراق، هو انتصار للحق والعدل والتاريخ.
لكن بالمقابل علينا ان نقرأ المعطيات على الارض بعمق اكبر، بمعنى ان القرار يطرح سؤالا مهما على الاردن والسلطة الفلسطينية بكيفية استثماره بعيدا عن البعد المعنوي والاحتفالي.
«اسرائيل» بدورها غضبت من القرار، وسحبت مندوبها من المنظمة، لكنها لم تكتف بذلك، بل زاد سعار تهويدها للمدينة المقدسة، واظن ان وتيرة مخططاتها سوف تزداد.
وها هي مصادر صحفية اسرائلية تعلن عن اصدار وزير المواصلات «يسرائيل كاتس» تعليماته للاسراع في انجاز مخطط لإقامة محطة قطار تحت حائط البراق.
اذًا هم يتصرفون بمنطق القوة وفرض الوقائع، ولا يعتمدون على لغة التصفيق والانتصارات الورقية المعنوية على اهميتها في المحافل الدولية.
من هنا نريد ان نفهم كيف سنستثمر قرار اليونسكو على الارض، او قل كيف سنلجم سعار المحتل واعتداءاته المتكررة الى بنية وهوية مدينة القدس.
يقال ان الاردن – استجابة للقرار- سوف يرسل 200 حارس اضافي جديد للمسجد الاقصى، وهذا فعل جيد لكنه يحتاج لخطوات اكبر للسيطرة على حماية المقدسات هناك.
اعلم اننا نقف امام موازين قوى مختلة وتميل بقوة لمصلحة الاسرائيلي، لكننا مطالبون رغم ذلك ببذل اقصى درجات المحاولة لاستثمار القرار وتحويله الى فائدة يعيشها المقدسيون ومقدساتهم.
اما السلطة الوطنية الفلسطينية، فيجب عليها ان تتحمل هي الاخرى مسؤولياتها تجاه القدس، وعليها ان تعترف بامتلاكها بعض الادوات «كالتخلي عن التنسيق الامني» في سبيل حماية المدينة.
(السبيل2016-11-03)