السلوك الإعلامي والاجتماعي تجاه الجرائم والحوادث

تم نشره الأربعاء 09 تشرين الثّاني / نوفمبر 2016 12:55 صباحاً
السلوك الإعلامي والاجتماعي تجاه الجرائم والحوادث
ابراهيم غرايبة

السلوك الإعلامي والاجتماعي تجاه الجرائم والحوادث ليس موضوعا جديدا في الجدل الإعلامي والثقافي وفي كليات وأروقة الإعلام، ولكن تطور شبكات التواصل الاجتماعي وتقنيات الموبايل والمشاركة الواسعة والشاملة في التصوير والبث والتعليق حولت القضية من جدل مؤسسي إلى اجتماعي وجماهيري، ففي حالة "أمة المدونين" التي تتشكل صار كل مواطن صحفيا يصور ويبث إلى جميع أنحاء العالم بالنص والصوت والصورة بلا تنظيم أو رقابة، وفي ذلك ثمة حاجة إلى تحويل تقاليد العمل الصحفي إلى ثقافة شعبية ويومية، وبخاصة أن قوانين الإعلام والنشر نفسها تتحول لتشمل جميع المواطنين، ولم تعد تخص وسائل الإعلام التقليدية.

مؤكد بالطبع أن النشر حول الجرائم والحوادث وتغطيتها ضمن تقاليد ومبادئ اجتماعية وقانونية أمر مهم ومفيد، فهي أولا حوادث كبيرة وملفتة، ويمكن أن يكون للنشر حولها تأثير إيجابي، إضافة إلى فضول طبيعي لمتابعة ومعرفة الأخبار وما يحدث.

عندما يموت مواطن مهما كان سبب وفاته أو مهما كان الرأي فيه فأمره إلى الله، ولا يعود ثمة مجال لموقف أو شعور سوى التعاطف معه والدعاء له بالرحمة، ليس ثمة عقوبة تفوق الموت، ومن مات لم يعد مدينا للمجتمع أو الأفراد، لقد دفع بموته ثمن فعله ومضى إلى عالم آخر لم يعد يخصنا أو لا نعرف عنه شيئا، وليس لدينا ولاية عليه.

ما يهم المواطنين (يفترض) في قصة وفاة مواطن هو العدالة، ولا يجوز محاسبة أحد أو أحد غيره على طريقة موته مهما كان رأينا أو تقييمنا لطريقة الوفاة. وعندما نتساءل إن كانت الوفاة انتحارا او غير ذلك فليس لمحاسبة الميت ولكن لنطمئن إن كان ثمة جريمة قتل أو شبهة جريمة وأن الفاعل سيقدم إلى العدالة.

ينتحر في الأردن حوالي 150 شخصا، وقد يؤشر ذلك إلى 3 آلاف محاولة انتحار وأضعاف ذلك بكثير من حالات الاكتئاب والشعور بالتعاسة والضيق والألم على نحو ينذر بالانتحار.

الانتحار ومحاولة الانتحار رسالة إلى المجتمع والعالم وإن لم نقرأ الرسالة قراءة صحيحة ونهتم بها بجدية فسوف نواصل إيذاء أنفسنا، وأسوأ قراءة هي لوم الميت أو وصم أهله والإساءة إليهم، وكأنه لا تكفيه وتكفي أهله المصيبة التي حلت بهم، حتى نتسلى بمصيبتهم.

يحتاج المواطن أن يثق بالعدالة والمنظومة القضائية والأمنية، وأن يشعر أن المجرم إن كان ثمة جريمة لن يفلت من العقوبة لأي سبب كان. وهذه هي القصة.

الفضول والتطفل على الناس لا يساعد ولا يفيد أحدا، ولكن يجب أن نعزز بكل ما لدينا من وسائل للتأثير تحقيقا نزيها وكفؤا في وفاة المواطنين ومظالمهم!

(الغد2016-11-09)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات