ملاحظات نيابية

تم نشره الأحد 13 تشرين الثّاني / نوفمبر 2016 12:14 صباحاً
ملاحظات نيابية
طارق مصاروة

إعطاء الثقة يحمل نوعاً من الغطرسة غير المبررة، وقد تكون كلمة تسليف الثقة هي الكلمة الاقرب الى طبيعة العلاقة بين الحكومة ومجلس النواب، فالسلفة واجبة السداد، واسترداد السلفة إذا فشلت الحكومة في التزامها افضل من «حجب الثقة».

هذه الفلسفة ليست إضافة الى الدستور وإنما هي مادة صحفية يمكن التعامل بها، ومن الممكن للحكومة ان تطلب من المجلس تسليفها ثقته.. في مفهوم وجوب السداد.

في بلدنا حادثان لم يقف المؤرخ عندهما: الاول حل مجلس النواب (المجلس التشريعي) بقرار اميري لان المجلس لم ينجح في التعامل مع الحكومة، اظن عام 1929 والثاني بعد اربع سنوات باقالة الحكومة (حكومة الشيخ سراج) لانها لم تنجح في التعامل مع المجلس التشريعي، فالشهيد المؤسس كان أقرب الى الحكم في التعامل مع السلطتين: التشريعية والتنفيذية.

بعد دستور عام 1952، حجب مجلس النواب الثقة مرة واحدة في تاريخ الاردن.. وكان ذلك عام 1963 وكانت وزارة الرئيس سمير الرفاعي الاخيرة رحمه الله، وقد تبع ذلك مباشرة حل مجلس النواب، وكان ذلك غير محمود لان العرف في كل القوانين الدستورية ان الحكومة التي حجب المجلس الثقة عنها لا تستطيع الطلب من جلالة الملك حل مجلس النواب.

من المهم ان ندرس تاريخ مؤسساتنا الدستورية ففيها الكثير من الاحداث التي ترفع الرأس، وفيها من الفروسية العديد من السياسيين، وفي الذاكرة اعتراض النائب هزاع المجالي على تسمية رئيس الوزراء توفيق ابو الهدى عضوا في مجلس الوصاية على العرش اثناء المعالجة الصحية الطويلة للملك الراحل طلال، وقد قبل الرئيس هذا الاعتراض واعترف بانه خطأ واستقال من عضويته في مجلس الوصاية.

هناك الكثير مما يوفر على السادة النواب جهوداً مضاعة إذا كلفوا لجنة من النواب القادرين على استيعاب الاحداث المميزة في تاريخ مجالسنا النيابية، ووضعها في كتيب مع دلالاتها الدستورية الى جانب الكتيب الذي يضم بين دفتيه دستور المملكة الاردنية الهاشمية، ولعل طرافة اللبنانيين السياسية قريبة اكثر الى الملاحظة حين كان الجنرال شهاب رئيساً للجمهورية، فكان لدى بعض مقترحات وزرائه او مريديه يقول: هذا ليس في الكتاب، اي ليس في الدستور، ولعل اكثر بلد اقتراباً من الديمقراطية هو لبنان، واكثر بلد قبل برؤساء من الجنرالات، من فؤاد شهاب الى لحود وسليمان وانتهاء بالجنرال عون.

لا أدري لماذا أتفاءل بهذا المجلس الثامن عشر من مجالسنا النيابية، ربما لان هناك سبعين نائباً جديداً، وربما لان هناك بعض النواب ممن لم يغادروا مقاعدهم منذ عام 1989.. أطال الله في اعمارهم.

(الراي 2016-11-13)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات