كي لا يؤذّن الفلسطينيون في الجِرار!!
قبل اوسلو كانت مساحة فلسطين السياسية مئات الاضعاف من مساحتها الجغرافية، وكان تعدادها بالانتساب القومي والوجداني يتجاوز الملياري انسان، عربا ومسلمين عبر مختلف القارات، لهذا لم يكن بامكان اي صهيوني راديكالي متطرف ان يجازف بما جازف به نتنياهو في القدس حيث اراد اعادة الفلسطيني الى ما قبل قرون ليصعد الى سطح بيته ويؤذّن، لكنه لم يؤذن في جرة كبلال بل بملء الفم وعلى مرأى ومسمع من العالم كله، وهذا ما فعله النائب العربي د . احمد الطيبي على منصة الكنيست غير عابىء بمقاطعة الاصوات الاشبه بخوار الثيران وهي تطالبه بمغادرة المكان !
كانت فلسطين قبل اوسلو شيئا آخر ليس فقط بالنسبة لأهلها خصوصا ابناء المناطق المحتلة عام 1948 عندما كانت الذاكرة مثقوبة وكذلك القرش الفلسطيني الذي تحول بمرور العقود الى قلادة !
أتاح اوسلو لمن يريد غسل يديه من القضية ان يقول نقبل بما يقبل به الفلسطينيون، ومن كانوا مترددين في اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل قالوا لن نكون كاثوليكيين اكثر من البابا وانتهى الامر الى ان قُتل اوسلو وتعفّن ولم يدفن بعد !
اوسلو فكّ الارتباط مع العرب والمسلمين وكان الطُعم المقدود من لحمنا والذي اكلناه ولم نتعرف على رائحته بسبب الزكام السياسي الذي تحول الى وباء !
لقد اخبرني صديق عربي قادم من المانيا وهو يقيم فيها منذ اربعين عاما ان الالمان لديهم مثل يصلح للترجمة الفورية الان الى اللغة العربية، وهو ان من كان له اعداء من الطراز العربي لا حاجة به الى الاصدقاء والحلفاء.
بلال الفلسطيني لم يؤذن في جرة ابريق، بل استخدم الفضاء كله كما استخدم احمد الطيبي الكنيست ليؤذن فيه !!
(الدستور 2016-11-21)