«مواجهة الأذان» أردنياً
انا متأكد ان القرار التي اتخذته حكومة نتنياهو بمنع الاذان في القدس اغضب الاردن الرسمي، ووضعها في دائرة الحرج السياسي، ولا سيما اذا نفذت اسرائيل خطتها.
لعبة الضغط تجاه «ولاية الاردن على المقدسات» مستمرة، وكلما اقتربت اسرائيل من تنفيذ علني لمخططاتها في القدس سيكون موقفنا اكثر حرجا، ويحتاج الى اتخاذ خطوات.
ما يقلقني ان «الرسمي الاردني» لديه تصورات مشوشة تقول إن المؤسسات العميقة في اسرائيل حريصة على الود الاردني، وإن سلوك حكومة نتنياهو فردي سطحي، لا يدل على توجهات دولة الكيان.
لا اعرف من اين جاءت هذه القناعات، وكم سيكون أثرها مجديا اذا ما اقترب نتنياهو من الممارسات الحساسة تجاه مدينة القدس ومسجدها.
طبعا الاردن معني بالتعامل مع قرار منع الاذان بالرفض وعدم القبول به، فقد اعلن وزير خارجيتنا ومن قبله وزير الاوقاف اننا غير معنيين بالقرار، وان الأذان سيرفع هناك.
هذا الاجراء على الارض منطقي وواقعي وممكن، لكن يجب ان يواكبه رد دبلوماسي وسياسي يوقف الاستفزاز، ويمنع الاعتداء المتواصل على ولايتنا الدينية.
انا شخصيا من الذين كانوا يطالبون بمراجعة قصة الولاية الدينية برمتها، لكنني بت اكثر قناعة بجدواها مع استمرار الاعتداءات على القدس وكثافتها.
علينا بذل اقاصي جهدنا في التخفيف من وطأة الهجوم الصهيوني، علينا تحمير العين وتقليبها بشدة وحسب الاستطاعة، وعلى الجميع ان يقف الى جانب القدس التي تتعرض الى ما لم تتعرض له من قبل.
(السبيل 2016-11-21)