المسكوت عنه في نقاشات الثقة
المتابع لكلمات النواب اثناء نقاشهم لبيان حكومة الملقي، يرى انهم استسلموا لحدود مقررة في «عناوين المواضيع» لا يمكن تجاوزها او الدخول على غيرها.
لم اسمع من احدهم يناقش او يسأل عن السياسة الخارجية، كيف هي احوالها، كيف تصاغ ومن يصوغها، ما علاقة ناصر جودة بالحكومة وهل يعرف الرئيس عن تحركاته او توافقاته الخارجية.
لم يقترب احدهم من استراتيجيات التعامل مع الحدود، ولم يسأل نائب منهم عن معلومات الحكومة عن تفصيلات الاستعداد للمعارك الكبرى الجارية هناك.
حتى موضوع اللاجئين السوريين، كانت اللغة فيه على استحياء، واغلبها استخدمت لأجل تقديم مزيد من الخدمات للمحافظات المنكوبة من اللجوء.
لم نسمع عن الحلقة الضيقة التي تتخذ كل القرارات، ولم يوجه سؤال لرئيس الحكومة عن كونه متواجدا فيها ام انه بعيدا عنها لا يعرف الا ما يعلمه كبير الموظفين.
لم تتم مطالبة الحكومة بوضع تفصيل لقراراتها الاقتصادية غير الشعبية القادمة، هرب النواب من هذا الحرج، رغم ان المؤشرات واضحة بقدوم الاصعب على الناس.
كانت الدندنة هادئة، رتيبة، خلت من المبالغات، كما خلت من المضامين الوطنية الجامعة، وهنا وقع استغرابي وسؤالي عن هذه التحولات واسبابها.
لكنها في النهاية، بما قيل تحت القبة، وبما هو مسكوت عنه، تعبر عن حالتنا السياسية العامة، انها استسلام لواقع التجريف السياسي، انها موافقة ضمنية على تشوهات العلاقة بين السلطات، انها مؤلمة.
(السبيل 2016-11-22)