السوريون وحدهم يدفعون الثمن

تم نشره الخميس 15 كانون الأوّل / ديسمبر 2016 12:46 صباحاً
السوريون وحدهم يدفعون الثمن
ماهر ابو طير

الذي لا يقوله احد، يمكن تلخيصه ببضع كلمات، مفادها ان «السوريين وحدهم يدفعون الثمن» ، فأيا كانت شرعيات النظام، او شرعيات الفصائل والمقاتلين، فإن السوريين العاديين، هم الذين يدفعون الثمن.
في كل الازمة السورية، كلام عن النظام السوري، الذي يواجه مؤامرة دولية، وعن الفصائل التي تحارب باسم الله، او تحت مظلات وطنية، وهذه ثنائية دمرت السوريين، وعلينا ان نعترف هنا، ان الملايين الذين تشردوا داخل سورية، او خارجها، واولئك الذين استشهدوا او جرحوا، من كل الفئات، لا يعنيهم الامر من زاوية، من هو الظالم، ومن هو غير الظالم، فالسوري، ليس مصنوعا من حجر، ومن حقه ان يتألم، وكل ما يريده ان يعيش في بلده.
تلوين الازمة السورية، يجري بطريقتين، الذين مع النظام يتحدثون عن انتصارات في حلب، وتطهيرها من الارهابيين، كرمى لخاطر السوريين، والذين ضد النظام، يشعرون بحزن على حلب، والمثير ان حزنهم الانساني، يلتقي دون قصد مع احزان « داعش» الذي تضرر لكن على ارضية مختلفة، لان حزنهم يستند الى خسائرهم الانسانية، وليس ضمن حسبة المعركة، وما يتعرض له التنظيم، ووسط هذه التلوينات، يغيب المدنيون السوريون، ولا كأنهم يدفعون الثمن في كل الحالات.
وحدهم يدفعون الثمن، فالسوري، دفع الثمن من معاملة النظام له، قبل الفوضى، ودفع الثمن على يد التنظيمات التي جلبت له الدبابات واستدرجت الجيش لقصف الاحياء المدنية، كما دفعت الثمن على يد ذات الجيش الذي عميت بصيرته العسكرية، وصار يقصف عشوائيا، دون ان يجد الوقت الكافي، لتصيد المقاتلين، هنا وهناك .
من دفع الثمن اذا.هذا هو السؤال.بالتأكيد ان الشعب السوري هو الذي دفع الثمن، ولاتقولوا لي ان الشعب السوري، يشعر بأسى على النظام او على التنظيمات،ولربما يشعر بالاسى على بلاده ودولته ومقدرات بلاده فقط، ولا يعنيه اليوم، من الرابح او الخاسر، فلا رابح ولا خاسر، لان الطرفين، اي النظام ومن ضده، يجلسان على كومة خراب كبرى، ولا يحق لاحد فيهم، ان يحتفل بها، ولا بدلالات الجلوس عليها.
هذه هي الحقيقة، وسورية التي لا ينكر احد، انها باتت حلبة عالمية ودولية، تلعب بها كل الاجهزة الامنية في العالم، وكل العواصم، هي المتضررة، خصوصا، انها لن تعود كما كانت، على صعيد البنية الاجتماعية التي باتت تتسم بالحقد والكراهية والتقسيم، وهي بنية يصعب ترميمها مقارنة بالمباني المهدومة، والخدمات التي توقفت، ويمكن استعادتها.
ثنائية «النظام والثورة» ادت ذات الدور، اي ادامة التطاحن، تحت عناوين وشرعيات مختلفة، بما يؤدي الى النتيجة المقصودة والمطلوبة، تدمير الدولة السورية، تدمير وحدة السوريين، اعادة البلد الف عام الى الوراء، وجعله غير صالحة للحياة، بوجود النظام او خصومه، ولربما يقال لاول مرة ان لا فرق بين النظام وخصومه، لان الكل يتورط في ذات الدور، برعاية عالمية واقليمية، تحت شعار يقول « ممنوع الفوز لاي طرف مبكرا» ولا فوز الا بمذاق الخسارة الكبرى، نهاية المطاف.

(الدستور 2016-12-15)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات