نتوقع المزيد ولكن

تم نشره الثلاثاء 20 كانون الأوّل / ديسمبر 2016 12:29 صباحاً
نتوقع المزيد ولكن
عصام قضماني

 على أهمية التفاصيل في إعتداءات الكرك لتحليل الرسالة والأهداف وقراءة القادم , لن ندخل الآن في تفاصيل المعلومات حول الجهة التي نفذت الإعتداء فهذه مهمة فرق التحقيق .

العمل بلا شك إرهابي سواء نفذته جهة متطرفة تنتمي لعصابات هذه الأيام من تلك التي ترتدي ثوب الدين لتبرير الإرهاب أو أفرادا غاضبين أو حاقدين أو ما شئتم من دوافع تقف دائما وراء تلك الأعمال فالنتيجة واحدة وهي الترويع وسلب الحياة وكلها في النهاية أعمال إرهابية . 

للوهلة الأولى يعتقد المتابع أن إختراقا أمنيا كبيرا قد حصل والحقيقة هي غير ذلك , تماما , صحيح أن المجموعة تسللت في غفلة إستقرت لفترة من الوقت بعيدا عن أعين الرقابة , لكنها كانت بين الناس تمارس حياة طبيعية لا تجلب الشبهة وهو أسلوب هذه الجماعات .

لا نقلل من خطورة الإعتداء وعظم وفداحة الخسارة التي أصابت أرواح رجال ومواطنين وضيوف نحسبهم عند الله شهداء الوطن والواجب وحب الحياة , وهي ذات الدلالة التي فشل المعتدين تسجيلها كفضل لم ولن ينالوه أن إختاروا أيام الأعياد توقيتا لجريمتهم وربما في ذلك هدف خسيس يبتغي إثارة الفتنة كما هو شأن كل أهداف الجماعات المتطرفة بالدين , فإنقلب التوقيت عليهم بكل الأحوال سواء كانت الصدفة أم نباهة مواطن بسيط وراء ذلك فقد شاءت الأقدار أن يكشفوا عن أنفسهم رحمة بالناس وإلا لكانت المصيبة والأضرار أعظم .

هذه لحظة فارقة تؤكد من جديد صواب موقف الأردن وقيادته وجيشه العربي وشعبه في حربه على التطرف والارهاب أيا كانت دوافعه فكرية أو مصلحية أو جرمية , إرهاب الأفراد أو الجماعات أو الدول , كله لا دين له ولا عهد لذلك علينا أن نتوقع المزيد لكن علينا أن نمارس حياتنا وأعمالنا وتجارتنا ومؤتمراتنا واتفاقياتنا و استثماراتنا كما هي بطبيعتها قبل الجريمة بل بحرية أكبر وثقة وعزيمة وإصرار أشد .

نرد على الجريمة بمزيد من العمل والبناء وارتياد الأماكن العامة والمرافق السياحية والفنادق والبنوك والشركات والأسواق حتى لا يحقق الإرهاب الأعمى هدفه في إرهابنا وتغيير نمط حياتنا ونتجه بقوة نحو مزيد من الانفتاح والحرية حتى لا يستدرجونا إلى خوفهم وعزلتهم وتخلفهم وجهلهم وحقدهم .

نرد على آلة التدمير بإشاعة الأمان والطمأنينة فهذا الإرهاب لا يجب أن ينتج فينا اقتصاد الرعب .. اقتصاد الخوف والقلق وينجح في استثمار الدماء الزكية لمصلحة معاركه السوداوية.

(الراي 2016-12-20)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات