نتوقع المزيد ولكن
على أهمية التفاصيل في إعتداءات الكرك لتحليل الرسالة والأهداف وقراءة القادم , لن ندخل الآن في تفاصيل المعلومات حول الجهة التي نفذت الإعتداء فهذه مهمة فرق التحقيق .
العمل بلا شك إرهابي سواء نفذته جهة متطرفة تنتمي لعصابات هذه الأيام من تلك التي ترتدي ثوب الدين لتبرير الإرهاب أو أفرادا غاضبين أو حاقدين أو ما شئتم من دوافع تقف دائما وراء تلك الأعمال فالنتيجة واحدة وهي الترويع وسلب الحياة وكلها في النهاية أعمال إرهابية .
للوهلة الأولى يعتقد المتابع أن إختراقا أمنيا كبيرا قد حصل والحقيقة هي غير ذلك , تماما , صحيح أن المجموعة تسللت في غفلة إستقرت لفترة من الوقت بعيدا عن أعين الرقابة , لكنها كانت بين الناس تمارس حياة طبيعية لا تجلب الشبهة وهو أسلوب هذه الجماعات .
لا نقلل من خطورة الإعتداء وعظم وفداحة الخسارة التي أصابت أرواح رجال ومواطنين وضيوف نحسبهم عند الله شهداء الوطن والواجب وحب الحياة , وهي ذات الدلالة التي فشل المعتدين تسجيلها كفضل لم ولن ينالوه أن إختاروا أيام الأعياد توقيتا لجريمتهم وربما في ذلك هدف خسيس يبتغي إثارة الفتنة كما هو شأن كل أهداف الجماعات المتطرفة بالدين , فإنقلب التوقيت عليهم بكل الأحوال سواء كانت الصدفة أم نباهة مواطن بسيط وراء ذلك فقد شاءت الأقدار أن يكشفوا عن أنفسهم رحمة بالناس وإلا لكانت المصيبة والأضرار أعظم .
هذه لحظة فارقة تؤكد من جديد صواب موقف الأردن وقيادته وجيشه العربي وشعبه في حربه على التطرف والارهاب أيا كانت دوافعه فكرية أو مصلحية أو جرمية , إرهاب الأفراد أو الجماعات أو الدول , كله لا دين له ولا عهد لذلك علينا أن نتوقع المزيد لكن علينا أن نمارس حياتنا وأعمالنا وتجارتنا ومؤتمراتنا واتفاقياتنا و استثماراتنا كما هي بطبيعتها قبل الجريمة بل بحرية أكبر وثقة وعزيمة وإصرار أشد .
نرد على الجريمة بمزيد من العمل والبناء وارتياد الأماكن العامة والمرافق السياحية والفنادق والبنوك والشركات والأسواق حتى لا يحقق الإرهاب الأعمى هدفه في إرهابنا وتغيير نمط حياتنا ونتجه بقوة نحو مزيد من الانفتاح والحرية حتى لا يستدرجونا إلى خوفهم وعزلتهم وتخلفهم وجهلهم وحقدهم .
نرد على آلة التدمير بإشاعة الأمان والطمأنينة فهذا الإرهاب لا يجب أن ينتج فينا اقتصاد الرعب .. اقتصاد الخوف والقلق وينجح في استثمار الدماء الزكية لمصلحة معاركه السوداوية.
(الراي 2016-12-20)