موسكو - لندن - واشنطن رحلة الثقة والاحترام
من المؤكد ان الرئيس الاميركي الجديد لن يسمح لروسيا الانفراد في الشأن السوري. ومن المؤكد انه لن يسمح بتحالف روسي - ايراني يعزز نفوذ روسيا على الارض الى جانب سطوتها الجوية. وما يجري الان ليس اكثر من مناورات كلامية للاستهلاك الدعائي. وتضليل المشاركين الاقليميين عن اول القرارات الاستراتيجية المشتركة.
- من المناورات، توزيع مسودة دستور سوري جديد على «المعارضة المسلحة المعتدلة»، تحاول موسكو ان تجعله مختلفا عن دستور بريمر الاميركي بعد احتلال العراق. ومع ما ترشح من هذا الدستور باختصار اسم الدولة الجمهورية العربية السورية، الى الاسم «الحقيقي» القديم والنجوم الثلاثة في الرقعة البيضاء: الجمهورية السورية. ويشطب كلمة العربية فيها ما يشير علنا الى شطب مبدأ الحزب القائد، وتوسيع «الحكم الذاتي» في مناطق الاقليات: الكرد، العلويون، الدروز، المسيحيون وسوريا اكثرية سكانها.. اقليات.
- من المناورات، تأكيد الرئيس الاميركي، وخلال مدة قصيرة ايجاد مناطق آمنة في الفراغات التي لم يستطع نظام الاسد سدها، لانه كان مهتما بـ»سوريا النافعة» مدن دمشق وحلب وحمص وحماه واللاذقية وطرطوس. وترك الباقي لداعش ليجعل من جرائمها مبررا للخيار السوري المر: بين الارهاب وبينه.
والتفاهم الاميركي - الروسي قادم وعلى حساب النظام وايران وتركيا والمعارضة المسلحة وغير المسلحة، وهذه ليست نبوءة.. وانما هي قراءة مبسطة بعقل بارد.
.. اللاعب البارز وقد يكون الوحيد الذي له دور من خارج الخاسرين المحليين والاقليميين هو: عبدالله الثاني الذي قلنا انه الان في عزّ ألقه. فهو يطوّف محمولاً على اكف الاحترام والثقة، عواصم القرار، موسكو وواشنطن ولندن.. واوروبا الموحدة. في جولة واحدة لانه موثوق، وصاحب فكر، ومقبول من شعوب الازمة القاتلة. ثم انه يعد لأخطر قمة عربية في الشهر القادم بأجندة قلنا ان الطبائخ، والخطب المفرغة ليست على اجندتها.
قائدنا هو الان محط الانظار، ولو ان هناك من يحاول، عبثاً، ازالة حضوره الكبير في عناوين الصحف ونشرات اخبار الفضائيات التي تحولت بقدرة قادر الى مادة معربة للمسلسلات التركية، والحزازير التافهة التي تربّح الملايين بمجرد اتصال هاتفي، ومسابقات عزيز العرب، او درامي العرب، او مطرب العرب. وتقتصر نشراتها على مناظر القتل والدمار.. دون مساقها الكارثي القومي.
والاردنيون الذين يقفون صفا واحدا وراء قائدهم المظفّر، يعرفون الحسد النسائي العربي، ويعرفون هواية فئات من شعبنا، تبحث عن صنم خارج حدود الاردن ليعبدون. وعن دكتاتوريين ارهابيين كانوا سبب كوارثنا القومية طيلة ثلاثة ارباع القرن. فالاردن في عيونهم ما يزال «الصغير» و»المرذول».. حتى وان كان دائما حجر الزاوية في البناء القومي الحقيقي.
الراي 2017-01-28