إسرائيل..احتجاز الجثث بعد مقابر الارقام..!
كل يوم تكشف اسرائيل عن وجهها الاحتلالي القبيح الذي يفوق قبحه جميع الوجوه الاحتلالية القبيحة لكثير من الدول الاستعمارية والاستبدادية في هذا لعالم المترامي.
فبعد انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثالثة ابتكرت اسرائيل طريقة غير مسبوقة لأي محتل من هذا العالم تتمثل في احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين فوق ذلك التكتم على عددهم و مواقع احتجازهم واسمائهم وأية معلومات أخرى يطالب بها ذووهم..
وكم يكون الرد الاسرائيلي فظا اذا لجأ اهالي هؤلا ء الشهداء الى الاعتصام او القيام بحركات احتجاجية سلمية وفي اماكن عامة وعلى الملأ والمصابون هنا يكونون رجالا ونساء طاعنين في السن واطفالا يتامى يطمحون لرؤية وجوه ابائهم ولو كانوا امواتا ليس غير..!
وإذا سمح الاحتلال بالافراج عن جثمان احد الشهداء فالشروط قاسية بل ووحشية ومنها: ان من يقوم باستلام جثة الشهيد عدد قليل من ذويه لايتجاوزون عدد اصابع اليد الواحدة ويلزمون ذويهم بان تكون مراسم التشييع بسيطة وان تجري ليلا ولا يأبه الاهلون دائما بهذه الشروط الاسرائيلية التعجيزية.
واذا عدنا القهقرى..
ففي الانتفاضة الاولى العام1987 والانتفاضة الثانية العام2000 وما قبلها من عمليات فدائية فلسطينية وحروب عربية اسرائيلية.. ابتكرت اسرائيل «مقابر الارقام» للشهداء الفلسطينيين والعرب كشفت هذه المقابر الكثير من وجه الاسرائيلي القبيح جدا والتي كانت تغطيه واخواتها بكثير من المساحيق والاصباغ لتجميله ودون جدوى..
لقد كشفت هذه المقابر وبعد سنوات طوال من استشهادهم عن وجه اسرائيل الوحشي فقد كانت تضعهم في مقابر سرية للغاية وفي مناطق عسكرية مغلقة..ونائية في سيناء مثلا يزيد عددهم عن 40 الفا ودون طقوس دينية محترمة وفي مقابر بسيطة ومهملة لا يزيد عمقها عن نصف متر مما عرض جثثهم للنبش من الحيوانات المفترسة او جرفها من السيول والرياح وهذا كله مخالف لتقاليد الجيوش المحترمة وتعتبر من الجرائم الانسانية التي يجب ان تعاقب عليها دولة العدو الاسرائيلي عاجلا او آجلا فهي الدولة الوحيدة في العالم التي تقر عقوبات على جثث اعدائها الفلسطينيين والعرب الذين استشهدوا في مراحل الكفاح القومي ضد الغزوة الصهيونية منذ حوالي 100 عام وحتى الان...!
الراي 2017-01-28