«حماس والسيسي».. تحسن في العلاقة
تعتبر حركة حماس من اذكى التنظيمات الاخوانية واكثرها مرونة وبراغماتية، مع حفاظ منقطع النظير على الثوابت في التعامل مع كل المعطيات التي تثار حولها.
العلاقة مع القاهرة كانت واحدة من اهم المعضلات التي ارهقت حماس، ومع قدوم السيسي الى الحكم تعمقت الازمة، لكن رغم ذلك ظلت حماس تحاول استثمار الفرصة لتلطيف التواصل مع مصر، ربما لإدراكها ان العداء مع القاهرة يمثل خانقا استراتيجيا للحركة ولقطاع غزة.
في الاسابيع الماضية تغير كل شيء، فلغة الخطاب الرسمي والاعلامي المصري تجاه حماس بدأت بالتحسن، حيث استضاف التلفزيون المصري القيادي في الحمساوي أحمد يوسف في 25 كانون الثاني، وفي المقابلة قال يوسف: إنّ الوضع في سيناء يثير القلق، وإنّه ليس هناك مفر من تنسيق بين مصر وحركة حماس “نحن بحاجة لبعضنا البعض، قطاع غزة هو منطقة آمنة بكل ما يتعلق بمصر، في حال خرجت الأمور عن السيطرة فإنّ التهديد سيمس الطرفين، لا يمكن إبقاء قطاع غزة بلا تنسيق خصوصًا فيما يتعلق بالحدود والأنفاق”.
إذًا، مربط الفرس في تلطيف العلاقة وتخلي الجانب المصري عن عناده تجاه حماس هو ما يجري في سيناء من انفلات، فالشعور «المنطقي الامني المصري» ذهب باتجاه ان حماس عامل مساعد في ضبط المنطقة وانها قادرة على تقديم الكثير.
حماس التقطت الاشارة وتعاملت معها بذكاء، فقد قامت باعتقال اكثر من 3000 سلفي متشدد بالقطاع، واظنها قدمت معلومات استخباراتية للجانب المصري، كما انها اقنعت المصريين بأن ثمة قطيعة حقيقية بينها وبين تنظيم الاخوان المصري.
استجابة المصريين ومرونتهم تجاه الحركة، يؤكد عمق ازمتهم في سيناء، وكذلك يؤكد قناعتهم ان تسويق ارهابية حماس لم يكن مجديا ولابد من التراجع عنه.
على كل الاحوال، يبدو مفيدا ان تصل القاهرة الى قناعة بأن حماس لا تشكل تهديدًا لأمنها القومي، بل على العكس هي ضامن لهذا الامن ومساعد له، وبالتالي ستكون الانفراجة معقولة وبحدود تفرضها الحالة الاقليمية.
السبيل 2017-02-02