من دافوس إلى البحر الميت

تم نشره الجمعة 10 شباط / فبراير 2017 12:17 صباحاً
من دافوس إلى البحر الميت
. فهد الفانك

كما فشل الاقتصاديون في التنبؤ بالأزمة المالية والاقتصادية العالمية ، كذلك فشل السياسيون والمنظرون في التنبؤ بسقوط العولمة وعودة القومية وصعود الشعبوية.

المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد في دافوس-سويسرا في الشهر الماضي قد يكون نهاية عهد ، فقد حاول المؤتمرون للمرة الأخيرة أن يتظاهروا بأن العولمة بخير ، وأن من مصلحة العالم أن يكون قرية واحدة لا تفصلها حدود ، وإن العولمة مفيدة للجميع. 

الحقيقة أن العولمة أدت إلى اتساع الشقة بين الأغنياء والفقراء ، وأعادت توزيع الأدوار فأعطت الأقوياء سوقاً أكبر ، وأعطت الفقراء فرصة التحول إلى عمال بأجور متدنية.

وحتى هذا المكسب البسيط أي العمالة الرخيصة يراد سحبه الآن لحماية فرص العمل في الدول الغنية ، والحيلولة دون هجرتها إلى العالم الثالث.

دافوس حاول تجاهل حقيقة أن العالم يمر الآن في مرحلة انتقال تاريخية ، لدرجة أن البعض يقول أن القرن الحادي والعشرين بدأ الآن أي عند تنصيب ترامب رئيساً لأقوى دولة في العالم ، فهذه بداية عصر جديد للقومية والحماية والشعبوية والتطرف.

لا يعترف المنتدون في دافوس بأن العالم تغير ، ليس بقرارهم ولا وفق مبادئهم. ولم يدركوا أن العالم لم يعد يشير إليهم بالبنان بل بأصبع آخر!.

لم تستطع مدرسة دافوس أن تمسح الحدود الدولية ، ولا أن توزع منافع العولمة بعدالة ، وها هو اليمين المتطرف الشعبوي ينتزع السلطة اليوم في أميركا وغداً في أوروبا ليقود العالم بالاتجاه المعاكس.

عندما كان جماعة دافوس يتحدثون عن العالم كما كان ، كان الرئيس الأميركي الجديد يغلق الحدود ويقيم الجدران ويهدد بإجراءات جمركية ضد الصين والمكسيك ، مما يعني حرباً تجارية عالمية يتم فيها سحق الضعفاء ، ويعلن فيها عن نهاية النظام التجاري العالمي الذي تقوده منظمة التجارة العالمية ، ومن يدري فقد يكون التاريخ قد تجاوز كل المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ، اللذين يتعاملان مع الاقتصاد من وجهة نظر عالمية. ماذا عن مجلس الأمن والامم المتحدة وباقي المظاهر الدولية؟.

مؤتمر دافوس لا يستطيع أن يغير العالم أو أن يوقف تسونامي التغيير ، فقد أصبح مجرد مناسبة سنوية يلتقي ويتفاعل فيها ويعقد الصفقات قادة الدول والشركات العابرة للحدود.

عندما ينعقد المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت قريباً فلن يتنطح لقضايا العالم ، بل سيركز على القضايا الإقليمية في الشرق الأوسط ، سياسياً واقتصادياً.

الراي 2017-02-10



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات