التحرش
بمجرد أن قرأت بيان لجمعية تناهض التحرش الجنسي وتطالب بتعديل قانون العقوبات الأردني وإقحام نص صريح جدا يجرم التحرش ذهبت الى محرك البحث , لأتصفح الأفعال التي قد تحول الرجل الى مجرم متحرش , فوجدت المئات .
حذار عزيزي الرجل فالتحرش واسع وفضفاض , يقع في أي حركة أو نظرة وحتى إصطدام غير مقصود في زحمة سير ذات نهار ممل , كل ذلك يتكفل بإدخالك السجن أو على الأقل دفع تعويض مجزي في تسوية وجدت نفسك مرغما عليها المهم الخلاص .
هل يجب أن يتاح باب الشكوى من التحرش الجنسي فعلا وقولا وحتى نظرة على وسعه , أم أن ثمة ضوابط وفي المسألة دهاء قد تمارسه المرأة أو الفتاة في زمن لم يعد للسمعة ولا للمكانة أي إعتبار ولا سقف ولا حدود ولا محذورات .
تمهلوا فالرجل ليس شيطانا تحركه الرغبة , وإن كان كذلك فهو مجبول بنفس جبلة المرأة فهل هي شيطانة تحركها الرغبة وتطرب للكلام المعسول حتى لو كان من شخص تافه .
فتاة أقرت بأنها إن صدف أنها لم تسمع تعليقا واحدا من شاب ذات نهار تسؤ الى المرآة لتتصفح وجهها وقوامها لتكشف أين الخطأ وتبقى طيلة اليوم جالسة تفكر في مواقع النقص وغياب الجاذبية .
أزعم أن كل الأفلام العربية والأغاني العاطفية فيها تحرش ويستحق الممثلون والمطربون العقوبة والسجن على جرائم عامة ومخلة وفيها تحرش لفظي وصوتي وحركي في ألاف الفيديوهات المسماة ب.. الكليبات !!.
وكل الجمهور الذي يوافق ويدندن وينمايل مع هذه الأغاني والذي تلتصق عيناه بالشاشة في متابعة هذه الأفلام هو شريك موافق على الجريمة ويستحق العقاب والحرمان .
ظاهرة التحرش توسعت في القاهرة , حتى أن السينما المصرية أفردت لها أفلام كثيرة في موجة تجارية إستهدفت رغبات الشباب والفتيات وشدتهم في ردود فعلا متباينة لكنها أي السينما خلقت منها ظاهرة تسيدت المشهد . لكن سؤالا طرح في الأثناء , لماذا لم يكن التحرش موجودا عندما ارتفع مستوى الفرد الاجتماعي في الستينيات والسبعينيات، وازدادت ملابس النساء في القاهرة وبعض المدن قصراً وانفتاحاً، أم أن التحرش كمفهوم كان إسمه غزلا وأصبح كذلك عندما قررت مئات الجمعيات إتخاذه وسيلة للترويج أو للتجارة العابرة للمجتمعات .
المنظمات تدعو مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات المدافعة عن حقوق النساء للعمل على تبني استراتيجية واضحة ومحددة الأهداف والوسائل لمكافحة التحرش الجنسي، وزيادة البرامج التوعوية والتثقيفية حول التحرش الجنسي بالنساء والفتيات ، والعمل على تسهيل وصولهن الى مراكز تقديم الخدمات المساندة كالإستماع والإرشاد والمساعدة القانونية، ودعم برامج إشراك الرجال والشباب في مكافحة التحرش.
ولم تنس وسائل الإعلام فحثتها على إبراز قضية التحرش الجنسي والمخاطر التي تترتب عليه من النواحي النفسية والصحية بالنسبة للمتحرش بهن، والإخلاقية والتربوية بالنسبة للمتحرشين، والأسرية بالنسبة للمجتمع ككل.
في بعض المدن أنعشت ظاهرة التحرش عمل نواد تدريب الفتيات على القتال والدفاع عن النفس فشهدت رواجا منقطع النظير , اللافت أن جميع هذه النوادي يديرها رجال وتراهم كيف يمنحون النساء والفتيات كورسات تدريب عبر حركات تشبه كثيرا شروط توفر التحرش الجنسي اللهم الا مسألة سلامة النوايا والله أعلم !!.
ليس في القاهرة فحسب , ففي طوكيو في اليابان أظهر استطلاع أن 60 % تقريبا من النساء عضوات البرلمان الياباني قلن إنهن تعرضن للتحرش الجنسي من قبل ناخبين وزملاء ذكور ومسؤولين حكوميين.
حتى المتسولات فهمن اللعبة وكلمة السر للإبتزاز ادعاء بتعرضهم للتحرش الجنسي .
الراي 2017-02-10