إجراءات في مناصب قيادة الجيش
ككل عام يحتفل الاردنيون بيوم الكرامة في مواقع المعركة المظفرة. فنقرأ, مع تاريخنا الحديث, خطاب الحسين في تعريب قيادة الجيش العربي:
ايها الجنود البواسل.. أحييكم.. فقد رأينا نفعاً لجيشنا, وخدمة لبلدنا ووطننا ان نجري بعضاً من الاجراءات الضرورية في مناصب الجيش, فاتخذناها متكلين على الله العلي القدير, ومتوخين مصلحة أمتنا وإعلاء كلمتها. وانني آمل فيكم كما هو عهدي بكم: النظام والطاعة.
وأنت أيها الشعب الوفي هنيئاً لك جيشك المظفر الذي وهب نفسه في سبيل الوطن.
هذه الكلمات المتواضعة نجري بعضا من الاجراءات الضرورية في مناصب الجيش كانت تعني ازاحة جون باغوت كلوب عن القيادة.. وتعريبها, واعادة الجيش الى أخذ مواقعه في خدمة الاردن والأمة.
هذا الانفجار الهائل لم يكن ببساطة كلمة القائد الملهم رحمه الله، فالجيش المصطفوي كما تشوّحه الشهيد المؤسس يتحقق في اليوم ذاته، وتيار القومية العربية الذي انطلق مع مطالع الخمسينيات، كان يأخذ شكله الرصين في الاردن، بقيادة عربية على رأسها صاحب القرار الوطني: الحسين، وابناء جيشنا العربي من مقاتلي باب الواد، وربع الكفافي الحمر في بغداد وتدمر، والحاميات في ربوع فلسطين.
لقد ضرب الحسين ضربته الشجاعة لا ليحوّل الاردن الى مسرح للوهم والانقلابية، فقد كان رحمه الله يعرف ان وضع الجيش في موقع سياسي ديكتاتوري لن يكون في مصلحة الجيش ولا مصلحة الحكم، وكانت هذه هي مسيرة قواتنا المسلحة التي بقيت كما ارادها الحسين: الجيش المظفر الذي نذر نفسه للدفاع عن الوطن وآمن بالطاعة والنظام.
إن الموعد السنوي الدائم الذي كرّسه جلالة القائد في احتفالات الكرامة, هو ذاته الواحد والعشرين من آذار. وهو ذاته نصر الكرامة, وهو ذاته صورة الجيش المصطفوي كما اراده الشهيد المؤسس, والحفيد القائد عبدالله الثاني ابن الحسين.
الاردنيون العرب يحتفلون وسط هذا الركام من الدم والاحقاد والدمار, بأيام مجيدة لم نكن نريد غيرها لأمتنا العربية.
الراي 2017-03-02