قراءة متعبة
تتغيّر العناوين، ففيما تتقلص العمليات الانتحارية لداعش، تبرز القاعدة مرة اخرى في اليمن ثم في دمشق، تأكيداً لمعادلة استحالة الفراغ في جسم ارهاب صار جزءاً من حركة الحياة في المنطقة المنكوبة.
والتفجيرات في وسط دمشق المغيرة، والتسمية لبشار الاسد، طالت العراقيين «الزوّار» لعتبات مصطنعة مذهبية ولمقيمين من الحرس الثوري الإيراني. ونفّذها انتحاريو القاعدة.. وكأننا نسينا ان داعش هي انشقاق عن القاعدة، وتطوير لاهدافها المعلنة.
وعملية وسط دمشق الدموية، هي اولا واخرا، اسقاط لشبح نظام سياسي يحكم ولا يملك، ويحاول ان يطفو على سطح الاحداث بانتظار أعجوبة لن تحدث.
.. في اليمن، تجد «القاعدة» الآن: وجودا عسكريا اميركيا في الجو، والبحر، والارض،تماماً كالوجود العسكري الاميركي في شمال سوريا. واذا قرر قادة الجيوش الاميركية والروسية والتركية الذين اجتمعوا في هاتاي – عفوا الاسكندرون – الاسبوع الماضي.. اذا قرروا سيناريو جديد لسوريا، فان هذا السيناريو لن يكون حلا سوريا يضعه السوريون بأيديهم، فسوريا – الكارثة قد تسودها التفاهمات الروسية – الاميركية – التركية لكن حلم الفترة الانتقالية، والدستور الجديد، والانتخابات الحرّة، سيبقى بعيدا بانتظار سايكس – بيكو اميركي – روسي جديد.
تفجيرات دمشق تستهدف الانتداب الايراني على النظام في دمشق، وبغض النظر عن خطورة نموذج سايكس –بيكو الجديد، فان الشبح الاسرائيلي يطل من «التفاهم» المؤكد الذي انتجه اجتماع بوتين – نتنياهو هذا الاسبوع، وهو تفاهم يتجاوز المنظومة الايرانية للحرس الثوري الحاكم لأربعة بلدان عربية، والممتد الى ثلاث عشرة دولة منها بلدنا الاردن.
تقول الانباء المجهولة المصدر، ان كونداليزا رايس طلبت عام 2006 من رئيس الوزراء الاسرائيلي اولمرت ان يبعد البنية التحتية اللبنانية من التدمير.. الامر الذي حدث، وانتج «الانتصار الإلهي»، لكن لا بديل الآن للسيدة مستشارة الامن القومي، إلا جنرالاً لا يفرّق بين اية بنية تحتية او فوقية.
تقرأ حروف النار، ولا نملك إلا... الانتظار.
الراي 2017-03-13