نتنياهو يعلن عن بناء مستوطنة جديدة بالقرب من رام الله والامين العام للامم المتحدة يدين القرار ويعتبره تهديدا للسلام، اما الرئيس الامريكي ترامب فأعلن عن تفهم ادارته القرار الاسرائيلي، في حين اعتبرته السلطة الفلسطينية تحديا للمجتمع الدولي. وعلى ذات الجانب ومن زاوية اخرى تم الكشف عن مفاوضات سرية تجري في لندن بين اسرائيليين وفلسطينيين، وكانت القمة العربية التي لم يجف حبر بيانها الختامي قررت فيه ان القضية الفسطينية مركزية، وشددت على المبادرة العربية للسلام، وها هو الرد يأتي سريعا ليس بالتوسع الاستيطاني وانما بمصادرة الف دونم من اراضي المواطنين في مدينة نابلس ايضا.
السلطة الفلسطينية مستمرة بخيار المفاوضات واللجوء للمؤسسات الدولية، ولا تفكر بأي خيارات غير ذلك رغم العقم المستمر الذي لم ينتج الا مزيدا من البطش العدواني الاسرائيلي، وهي فوق ذلك تصر على التنسيق الامني مع الاحتلال وتذهب بعيدا الى مفاوضات سرية، وكأن التي كانت علنية افضت الى اي امر! ثم ما الذي يمكن ان يبحث سرا غير تقديم المزيد من التنازلات، وقد بات معلوما لكل الجهات ان حل الدولتين ما عاد قائما، ولا ممكنا؛ بسبب تقطيع اوصال الضفة الغربية بالجدر العازلة والمستوطنات.
ويذهب رئيس السلطة أكثر فأكثر نحو الهاوية، وهو يترك القدس والمقدسات عرضة للانتهاكات اليومية، ولا يكترث لقرار نتنياهو السماح لأعضاء الكنيست باقتحام الاقصى كلما شاؤوا، علما انه في زمن مضى كانت محولة اقتحام شارون كفيلة بإشعال انتفاضة كبرى.
الانقسام هو سيد المشهد الفلسطيني، وبسببه يعيش الفلسطينيون أسوأ فترات قضيتهم، فالذين في غزة على حصار وجوع وحرمان، والذين في الضفة على منع وملاحقات واعتقالات مزدوجة، اما الذين في الخارج من العراق وسورية وليبيا ولبنان فإنهم يكررون انفسهم كلاجئين مجددا، وهناك غيرهم ممن يئسوا وما عادت القضية تعنيهم لكثرة توالي الاحباطات والخيانات معا.
قيل سابقا «لا يفل الحديد إلا بالحديد»، وليس امام الفلسطينيين اليوم وغدا وفي اي وقت سوى العودة لخيار المقاومة والكفاح المسلح، طالما ليس هناك ما يخسرونه اكثر مما يخسرونه الآن، وهم بكل الاحوال مشاريع للقتل والاعتقال لمجرد الاشتباه وليس الفعل، والافضل لهم البدء بانتفاضة لإسقاط السلطة اولا؛ كونها عقبة امام استعادة حقوقهم اكبر من الاحتلال نفسه.
المقاومة هي الحل الوحيد
تم نشره الأحد 02nd نيسان / أبريل 2017 12:59 صباحاً
جمال الشواهين
السبيل 2017-04-02