ترامب اللغز!
تحولت حركة الرئيس ترامب الى نوع من «اللمبو» اي ما يشبه اللغز، والمرشح حتى الخمسين يوما من رئاسته الذي ملأ الاجواء بقراراته.. من الغاء اوباماكير، وسياسة التهرب من سوريا والعراق وافغانستان على الصعيد الخارجي، الى حالة غير محسوبة لاصدقاء اميركا ولا لأعدائها. باستثناء استضافته لقائد الوطن، حيث استغل المؤتمر الصحفي الذي انعقد في الحديقة الخلفية للبيت الابيض، وكال لجلالته مدحاً وتبجيلاً.. نخاف نحن عشاق الملك ان نتهم بالنفاق لو قلناه.
بعد الضربة التي وجهها الجيش الاميركي للقاعدة الجوية الاكبر للطيران السوري، لم يعد احد يعرف او يخمّن توجه ترامب القادم. فقد اربك الصين وروسيا في موضوع كوريا الشمالية وتهديداتها الصاروخية والنووية، واستعداده لضربها بالطريقة ذاتها التي ضرب بها المطار السوري (والروسي) وتدمير مخزونها ومراكز صناعاتها النووية والصاروخية وحاول اعطاء الرئيس الصيني مهلة محددة لكبح جماح المتمرد الكوري الشمالي، والملاحظ ان ترامب استضاف الرئيس الصيني في منزله بفلوريدا وليس بالبيت الابيض.. وهذه مقصودة، ويفهمها الصينيون الذين يقرأون الممحي.
لم يعد ترامب يثرثر، واصبحت قراءة توجهاته صعبة. فلا معنى لاعطاء خصومه في الداخل او في الخارج فرصة الاستعداد له، ومواجهته.. او فرصة المناورة لعرقلته او اخافته.
انه حتى الان لا يخفي استعداده للتعاون مع بوتين.. شرط ان يحدد هو مواقع وشروط هذا التعاون: في سوريا مثلا ان يكون الهدف هو ضرب الارهاب، وليس استغلاله لمقاصد اخرى، وأسوأها حماية نظام الاسد، او محاولة خلق تحالفات مع ايران وعملائها في المنطقة. فترامب ما يزال يقبل ان يتولى الشعب السوري موضوع بقاء الاسد او كيفية انهاء حكم اسرة الاسد لسوريا.. شرط جدية المرحلة الانتقالية، وعدم اعطائها صفة الحكومة الائتلافية التي تبقي الاسد حتى 2020!!.
بضربة التوماهوك استطاع ترامب خلق توازنات تسمح له بالتعامل مع روسيا وايران وحتى تركيا بالسير على الحافة!.
الراي 2017-04-13