لينا صالح.. أصغر حامل للتراث الفلسطيني
![لينا صالح.. أصغر حامل للتراث الفلسطيني لينا صالح.. أصغر حامل للتراث الفلسطيني](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/b3b7810859c1782e23cdf223f19f58ff.jpg)
الفنانة لينا صالح أصغر حامل للثراث الفلسطيني، والتي تصر على حراسة ذاكرة التراث. هي لا تقبل تصنيفها فنانة فلسطينية فحسب، انما على بلاد الشام. اشتغلت الفنانة لينا صالح نجمة «فرقة الحنونة» على التراث الموسيقي في بلاد الشام، واكثر ما هو متميز في نشاطها الفني أنها نجحت في تسويق التراث الموسيقي لدروب متشعبة محليا وعربيا وعالميا.
في لقاء قبل أيام للفنانة لينا صالح مع برنامج «صندوق النغم» الذي يبث على اثير راديو «بي بي سي» تحدثت بأناقة حوارية شديدة عن التراث الموسيقي المحلي وعن الاخر. وثمة ما هو لافت بحديثها عن حماية الذاكرة التراثية الفلسطينية في زمن الاحتلال والعولمة.
الكتابة عن فنانة بمستوى مشروع لينا صالح الوطني والفني والموسيقى، لربما تحفل بالكثير من الضجة وقسوة اختيار الكلمات والعبارات السليطة والملائمة، وما قد يليق بها هو أكثر من نص صحفي او مقابلة تلفزيونية، فالفنانة تحمل في وجدها مشروعا ثقافيا وفنيا متحركا عجزت بل فشلت حكومات ووزارات ثقافة ومعاهد موسيقية أن تلامس التفكير به ولو في الاطار النظري.
حارسة لتراث موسيقي يقاوم الموت والاندثار، وليس من السهل الاشتغال في الوقت الراهن على التراث الموسيقي، فانت تعاكس التيار وترفع رايات التحدي في وجه عولمة ثقافية وفنية موسيقية واقتصادية تفتك بالخصوصيات الوطنية المحلية، وكيف اذا كانت محتلة ايضا وتواجه مشروعا احتلاليا يسعى الى محو كل فضاءات الذاكرة الفلسطينية.
لينا صالح وفرقة الحنونة رفعوا من مستوى التحدي بادوات فنية وبحثية متقنة، ولا يخفى على احد الدور الوطني العظيم الذي قدموه في صون وحماية التراث الموسيقي لبلاد الشام وليس فلسطين فحسب، ولنذكر اغاني ومقطوعات موسيقية عديدة قدمت في قوالب فنية عصرية.
ثمة ما يستدعي فسحة من التأمل، وعلى طريقة لينا صالح، فمجرد العودة الى التراث من خلال شغل فني متقن ومحكم يحمله مشروع موسيقي تراثي تجديدي في الموسيقى العربية، فانه أمر لافت للانتباه، ويكفي فقط رصد مدى تأثير هذه الموسيقى على الجماهير العربية في العالم وما تبعه من عودة الى الروح والهوية.
الدستور 23/4/2017