الأردن والمناطق الأربع
حتى الان لم يصدر عن مسؤول اردني اية اشارة تشعرنا بالترحيب او القلق من اتفاق «مناطق تخفيف التصعيد الاربع» التي حددها اجتماع استانة الاخير وكان من بينها منطقة محاددة لنا هي محافظتا درعا والقنيطرة.
الحديث يجري عن تثبيت هدوء بين النظام ومسلحي الثورة مع دعم اي جهد لمحاربة داعش والنصرة، وهناك كلام عن قوات فصل، وتحديد اماكن ومعابر آمنة، وحظر طيران على الاميركان والتحالف.
الاردن معنية بانحسار اعمال العنف في المناطق القريبة من حدودنا، كما انها ستكون سعيدة بتفرغ الجميع للقضاء على التهديد المتشدد في جنوب سوريا.
لكن بالمقابل علينا ان نقلق من المؤرق القديم الجديد المتعلق بتقسيم سوريا، فالحديث يجري بشكل ملتبس عن ترتيبات لمناطق اربع تشعرنا بتوجه الاطراف الحاكمة للازمة السورية نحو تقسيم قطر عربي نهشته كل انواع الاخطاء والعداوات.
هل من مصلحتنا ان تتقسم سوريا، الاجابة بالقطع لا وألف لا، ويجب ان يكون موقفنا حاسما في ذلك، فمن مصلحة الاردن الاستراتيجية عودة التموضع السكاني والجغرافي السوري على ما كان سابقا، والا سنتحمل كلفة ما كان وما سيكون بألم شديد.
ايضا من مبررات القلق الاجابة عن سؤال: ماذا عن «تخفيف التصعيد» الذي قد يساهم بتأبيد بقاء القوى التابعة لإيران في مواقعها القريبة من حدودنا؟ كيف نرتاح والحديث يجري عن دور ايراني في التقسيم وضمان المناطق الاربع؟
بالمقابل هل سنستغل «وقف التصعيد» في اعادة بناء مخاداتنا القديمة وتمتين التحالفات مع العشائر في جنوب سوريا من جديد، وكم سنقلق من تحرك عواصم اخرى في جنوب سوريا ومن ستكون.
هل سيصمد الاتفاق، هناك شكوك كبيرة، هل من مصلحتنا منع سلاح الجو الاميركي من التدخل؟ هل ستتطور الحالة الى قوات فصل؟ من هم وكيف ومتى؟ كلها اسئلة مفتوحة، تحتاج من عمان انتباهًا ومبادرة؛ فلم نعد مجرد مراقبين في الاستانة، فالدب دخل الكرم المجاور لنا.
السبيل 2017-05-07