كيف تحضر سوريا في الحملة الانتخابية بإيران؟

تم نشره الأحد 14 أيّار / مايو 2017 01:04 صباحاً
كيف تحضر سوريا في الحملة الانتخابية بإيران؟
ياسر الزعاترة

ما يعجز حسن روحاني عن قوله في الحملة الانتخابية خوفا مما لا تحمد عقباه في العلاقة مع دولة يحكمها المحافظون من الباب إلى المحراب؛ يقوله أنصاره في مناسبات عديدة تخص الحملة الانتخابية، تماما كما كانوا يفعلون ذلك طوال السنوات الأخيرة.

وما نعنيه هنا هو الحديث عن النزيف الاقتصادي الضخم الذي تعانيه إيران في سوريا. وفي حين لا يبدو النزيف البشري لافتا، الأمر الذي انتبه له المحافظون خشية تفجير الوضع الشعبي، فلجأوا إلى إرسال شيعة أفغان وباكستانيين، فضلا عن جحافل من العرب يتقدمهم حزب الله، فإن النزيف المالي هو الذي يلفت انتباه الغالبية من أبناء الشعب الإيراني ممن يعانون من تراجع الوضع الاقتصادي، مع آمال بتغير كبير إثر الاتفاق النووي.

لا يريد المحافظون المساس بالاتفاق النووي، وهم يدركون أن الوضع الداخلي لا يحتمل ذلك، فضلا عن أن عودة العقوبات ستعني تراجع الدخل، وبالتالي العجز عن إكمال المعارك الخارجية العبثية إياها.

والحال أن أدوات الترهيب التي يستخدمها المحافظون ضد من يحاول التشكيك في معركة سوريا، وخيارات الحرس الثوري، لم تعد مجدية، فالأصوات تعلو، وفي الجامعات تبدو أكثر وضوحا، وفي كل مناسبة للإصلاحيين يتصدر هذا الأمر الهتافات، وبالطبع لأن الإصلاحيين يدركون أن ما من شيء يمكنه فضّ الناس من حول المحافظين أكثر من هذا الملف الذي يمس حياتهم بشكل مباشر.

وما يعزز من قوة منطق الإصلاحيين هو أن كل النزيف الذي جرى تحمّله خلال الأعوام الأخيرة، وبات الآن أكثر وضوحا، لم يفض إلى نتيجة إيجابية، ذلك أن مجرد استدعاء الروس إلى سوريا، إنما يعني أن البلد لم يعد تحت الوصاية الإيرانية كما كان من قبل، وأن موسكو أصبحت صاحبة اليد الطولى فيه، وهي الآن من تطارد أمريكا من أجل التوصل إلى تسوية خشية التورط الطويل، وها إن أمريكا التي لم يكن لها أي وجود في سوريا، تجد لها موطئ قدم أيضا عبر الأكراد. وفي كل الأحوال، فإن كل الاحتمالات في سوريا ليس من بينها عودتها إلى ما كانت عليه تحت وصاية إيران، والنتيجة أن كل النزيف الذي تحمّله الإيرانيون كان بلا طائل، الأمر الذي ينطبق على مغامرة اليمن، والتي تدفع إيران كلفتها أيضا. وإذا أضفنا العراق الذي يعود إليه الأمريكان بقوة، فإن نتائج كل مغامرات المحافظين كان عنوانها الفشل.

من حق الشعب الإيراني أن يسأل عن ذلك كله، فضلا عن أن ينهض البعد الإنساني لدى قطاع منه، فيسأل عن السبب وراء دعم مجرم يقتل شعبه كما هو الحال في سوريا، وكذلك السطو على ثورة شعب بالتعاون مع طاغية في اليمن، وهو ما نتابعه أحيانا في خطاب بعض الرموز.

ما نريد قوله هو إن فشل مشروع المحافظين الخارجي، وما يرتبه من نزيف من أموال الشعب الإيراني، هو عنصر القوة الأكبر لدى روحاني، وإذا ما وجد المحافظون سبيلا لإنجاح مرشحهم إبراهيم رئيسي عبر التزوير، فإن الأزمة لن تحل، بل ربما زادت تفاقما، بعد يأس الشعب من أي إصلاح عبر صناديق الاقتراع.

قلنا وسنظل نردد أنه سيأتي وقت، يدرك فيه محافظو إيران، هذا إن لم يدركوا حتى الآن، أن قرارهم بالوقوف خلف بشار ضد الشعب السوري هو أسوأ قرار اتخذوه منذ الثورة عام 79. هكذا هي السياسة.. الأخطاء الاستراتيجية الكبرى لا تمر أبدا بدون تداعيات، وغرور القوة كثيرا ما يأتي بكوارث.

الدستور 2017-05-14



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات