السير على طريق مظلم زلق ..
مع فقدان الضمير والتجاوز على الحقيقة اصبحت المنطقة العربية والنظم السياسية كمن يسير في طريق مظلم زلق، وهذا الطريق يضم كافة الاطياف والبرامج والامنيات، منذ سنوات ادخلت المنطقة في مستنقع مؤلم، فالاقتصادات العربية تتراجع سنة بعد اخرى. فالعجوز المالية والغلاء وارتفاع معدلات البطالة من سيئ الى اسوأ، فالحالة الاقتصادية كمن اصيب بمرض لا يبشر بالتعافي، علما بأن مصر كانت تصدر اكثر مما تستورد، وعملتها قوية، والاردن كان يغطي احتياجاته من الحبوب والخضار والفواكه واللحوم، ويصدر 400 الف طن من القمح الصلب، وسورية استمرت لعدة سنوات مضت لم تكن مدينة للصندوق الدولي او غير من المانحين والمقرضين، وتصدر افضل المنتجات الزراعية والصناعية والحبوب، اما العراق كان يمتلك 80% من اشجار نخيل العالم وكان يوصف بالمانيا الشرق لامكانياته ومخزوناته..
اذا ما الذي جرى ويجري والى اين نتجه وكم جيل من الشباب نحتاج لاستعادة كرامتنا وحقوقنا والعيش كما بقية شعوب الارض؟، ولماذا الاستهداف الممنهج من الغرب والشرق للمنطقة، اذا كان النفط فهو موجود في الشرق والغرب، اما اذا كان الهدف تحويل المنطقة لأسواق لمنتجات الغرب، فإن زيادة الاستهلاك تحتاج الى استقرار لا حروب، او تحويل المنطقة الى سوق اقليمي ودولي لبيع السلاح، لكن لا يمكن مواصلة انفاق كارثي على السلاح في اقتصاد لا يحقق نموا حقيقيا، والاغلب دخلت في عجوز مالية صعبة.
العرب تجمعهم لغة واحدة واديان سماوية تحترم بعضها البعض الاسلامي والمسيحي واليهودي عاشوا في المنطقة بتعاون اذ لم يكن الدين عقبة اما العيش والتعايش بين جميع الاديان، فالمسلمون والمسيحيون واليهود عاشوا في فلسطين ومصر وسورية والعراق والمغرب العربي، ولم تكن المعتقدات الدينية سببا في الاقتتال او اقصاء طرف للاخر، وحتى هذا الايام الحالكة السواد عشرات الالاف من اليهود يخرجون في مسيرات في فلسطين ينددون بسياسية نتنياهو وعصابته.
ما نراه ونتابعه بألم في المنطقة العربية اشبه بحريق ينتقل كالنار في الهشيم، و(الكبار) ينظرون كمن اصابهم شلل وانتظار موت بطيء، وان مداهنة المعتدي وان لبس عمامة او طاقية الصدق تزيد الطين بلة..ان المنطقة وشعوبها تواجه عصابات وطغما تحكم في الشرق والغرب تبحث عن المصالح والمال قبل الحرية وحقوق الانسان، وان السنوات القليلة الماضية بدءا من العام 2010 حتى تاريخه اكدت ان مصالح المعتدين تنفذ بمخططات شيطانية بمعزل عن المعتقدات والاديان..
الاختلافات صحة للحكم والمجتمع، لم نكن نفرق بين مسيحي ومسلم، والاجداد كانوا يتعاملون مع اليهود تجارة وعيشا مشتركا فالدين لله والوطن للجميع، وفي العراق لم نكن نعرف من هو شيعي او سني ..ما يجرى قتل وتدمير مدبر وهو بعيد كل البعد عن ذلك وان عرض على انه جوهر المشكلة.
الدستور 2017-06-07