الدجاج الفاسد ... جهود اللفلفة
معالي الدكتور عبد الرحيم ملحس - رحمه الله - حين كان وزيرا للصحة عام 1994 صرّح وصرخ وأكد على ان " غذاءنا ودواءنا فاسدان ويريدون إطعامنا زبالة العالم".
مرت تلك الكلمات مرور الكرام، وانقضت السنوات تحت عناوين من المسكوت عنه في موضوع الغذاء، منتظرين دائما "عامل الصدفة" كي يكشف لنا بعضا من التجاوزات.
الجهات الرقابية مدجنة وعاجزة، لا تظهر في العلن ولا تمتطي ظهر الجواد الا إذا ساعدتها الصدفة وحملتها مضطرة نحو تحمّل المسؤولية.
هذا ما كان في قضية الدجاج الفاسد الاخيرة، فقد بلغ الاسفاف في تجار الفساد انهم قدموا للجمعيات الخيرية دجاجا منتهي الصلاحية تظهر عليه ملامح العفن والرائحة الكريحة، حيث يسهل كشفه من المواطن البسيط، وهو ماكان.
نعم، لولا المصادفة، وطبيعة الدجاج الفاسد المتعفن الذي لا يمكن اخفاؤه، لما تمكنت اجهزة الرقابة من كشف القضية، وهذا دليل تقصير كبير من قبلها.
المهم، اننا نشعر بان أطنانا كثيرة من الغذاء الفاسد مرت من الرقابة، واستقرت في بطون ابنائنا، نشعر بتحالف غير صحي بين التجار وادوات الرقابة واصحاب النفوذ ومفاهيم الواسطة واللفلفة والضغوطات.
فرحنا بتحويل المسؤولين عن قضية الدجاج الفاسد الاخيرة الى القضاء، لكنه آلمنا ما سمعنا عن تردد الحكومة، ومحاولة تلبيس القضية للبسطاء، الا ان الوعي العام كان متفطنا ففرض ايقاعه بتحميل المسؤولية للكبار، ولا ندري كيف ستسفر النتائج، وكم ستقترب من المسؤول الحقيقي، وكم ستبتعد عنه؟
نقولها، ولتسمعها أعلى المرجعيات، نحن لا نثق بالأداء العام للرقابة على غذائنا، هناك شك مجتمعي كبير بهذا الاداء، ونشعر ان التحالف بين الفاسدين والرقابة يجب ان تفكك عراه، فالامن الغذائي جزء من الامن الوطني.
السبيل 2017-06-07