الاختيار ليس صعبا
يكثف المرشحون لرئاسة وعضوية المجالس البلدية ومجالس المحافظات حراكهم الانتخابي استعدادا للانتخابات التي ستجرى في الخامس عشر من شهر آب (أغسطس) المقبل. وبهذا السياق، نرى صورا وملصقات كثيرة وشعارات عمومية من مثل اختيار الصادق والمخلص والملتزم بقضايا مجتمعه المحلي وتطويرها إلى آخره من الشعارات التي هدفها الترويج للشخص وليس لبرنامجه واهدافه.
اعتقد، مما شاهدته من شعارات وحملات دعائية انتخابية، أن هناك قصورا واضحا في البرامج الانتخابية الواضحة والمحددة بأهداف وغايات.
وقد يكون احد الاسباب لذلك، غياب واضح لغالبية الاحزاب السياسية عن هذه المعركة الانتخابية. طبعا، قد يكون مرد ذلك ضعف غالبية الاحزاب وعدم قدرتها على التواصل مع المواطنين. المهم أن غياب الاحزاب يدفع العملية الانتخابية إلى الجانب الشخصي وليس إلى الجانب الحزبي الذي يؤدي إلى الاهتمام بالقضايا العامة.
كما اعتقد، أن من اسباب غياب البرامج عن انتخابات المجالس البلدية والمحافظات، اعتقاد المرشحين بأن الناخب سيمنح صوته للمرشح ليس على اساس البرنامج الانتخابي وانما لاسباب اخرى، ابرزها العلاقات الشخصية والقرابة والمعرفة والتخجيل والوعود بخدمات.
للاسف تغيب عن الحملات الدعائية الانتخابية البرامج التي تميز المرشح عن آخر، فيما يتشابه المرشحون مع بعضهم بحملاتهم الدعائية التي تقتصر على الصور الشخصية والملصقات ذات الشعارات العامة غير الملزمة والتي لاتلزم المرشحين باي شيء.
تعتبر الحملات الدعائية التي تغيب عنها البرامج المجتمعية الواضحة والمحددة والتي تركز على المشاكل التي تواجه المجتمع المحلي، وتضع خططا عملية للتعامل معها، استخفافا بعقل الناخب وقدرته على تمييز الغث من السمين.
إن مثل هذا النوع من الحملات الدعائية الانتخابية، محاولة للتلاعب بعقل الناخب من خلال التأثير على عواطفه، واستغلال العلاقات الشخصية.
طبعا، وللاسف، فان هناك شعورا عاما لدى المرشحين، بان الناخبين، لايهتمون بالمشاكل والقضايا العامة، وأن غايتهم شخصية بحتة، لذلك يلجأون لمخطابة مشاعرهم وعواطفهم، والتركيز على الجوانب الشخصية والفوائد الخاصة التي سيجنيها الناخبون عندما يقترعون لمرشح بعينه.
وأعتقد أن هذا الشعور لدى المرشحين ليس صحيحا، فغالبية الناخبين، يهتمون بالقضايا العامة لمجتمعاتهم المحلية التي تؤثر عليهم بشكل مباشر. وهم قادرون على معرفة المرشح المناسب الذي يسعى لتحقيق اهداف عامة لخدمة مجتمعه المحلي، من المرشح الذي يسعى لتحقيق مصالحه الخاصة.
من المؤكد، أن هناك ناخبين سينتخبون على اسس شخصية، ولكنّ هناك ناخبين، سيمحّصون البرامج والمرشحين، وسيختارون الافضل، واتمنى أن يكون غالبية المرشحين من النوع الثاني.
الغد 2017-07-11