مستقبل سورية ما زال غامضا
الحديث طوال الوقت عن استحالة اي حل عسكري في سورية، والامر كان وما زال صحيحا، وعليه لا يمكن اعتبار تفوق قوات النظام في مواقع مهمة وبسط سيطرتها عليها ستكون نهاية الازمة، والاكثر قربا للمنطق هو تغيير في قواعد اللعبة سيفضي الى تفاهمات اساسية بين روسيا وامريكا الى جانب الدول الاقليمية كل حسب تبعيتها، ويختلف الامر قليلا بالنسبة لايران وتركيا والكيان الاسرائيلي؛ اذ ستأخذ مصالحها بالاعتبار كثيرا.
إذا هو الحل السياسي الذي سيفرض على الاطراف السورية ولن يستطيع اي واحد الرفض، اما الخارجون من الملعب فهم داعش ومن شابههم حيث انتهت مهمتهم وما عاد لهم دور يؤدونه، وفي الطيات ترتيبات ابعد تخص الموضوع الفلسطيني، وهذا الملف بقي اساسا ملازما ولصيقا في الموضوع السوري، والخشية الان أن يكون قد تحدد حسب برنامج ومشروع اللا دولة واللا عاصمة رغم استمرار الحديث عن حل الدولتين.
الحل السياسي لا يعني نصرا او هزيمة لاي طرف يستند اساسا لمعادلة التجاذب الدولي، وليس ممكنا العودة للوراء واعادة الامور الى ما كانت عليه، وليس في الآفاق سوى معادلات التقاسم الجغرافية وهذه هي الاسوأ، وغير ذلك الاعتماد على مرحلة انتقالية لن تقل عن خمس سنوات يستمر خلالها بشار رئيسا والحكومة ائتلافية، ويجري خلاها الاتفاق على دستور جديد واجراء انتخابات بموجبه تكون ملزمة بنتائجها على اساس الضمانات الدولية، وبما يجعل سورية دولة ضمن اطار مناطق النفوذ المتفق عليه بين القوى العظمى، وبما يعني ايضا نتيجة واحدة هي ان سورية لن يعود بمقدورها ان تكون بسيادة كاملة كما كان عليه الحال قبلا وستكون خاضعة للمعادلات الدولية.
بطبيعة الحال فان السيناريوهات عديدة، وليس بالضرورة ان يكون كما يمكن تخيله الآن، وقد يكون في الخفاء ما يدور لفرض واقع جديد غير كل الذي يمكن ان يكون متوقعا، غير ان الاكيد في المشهد هو ان الانتصارات للجيش وقوات حزب الله والسند الايراني محاطة كلها الآن بالارادة الروسية، في حين تحيط واشنطن بما هو اكثر من ذلك بالضرورة.
السبيل 2017-08-21