بين الخبز والماء والفايبر واللحم
تمرّ السيارات منذ خمسة أشهر في شوارع قُرى غرب جرش، حيث ساكب والكتّة ونحلة وريمون ودبين والجزازة وبرما وغيرها، فتقابلها حفريات بدأت منذ ذلك الوقت، وتُرك بعضها مفتوح على حاله، وتسبب بعشرات الحوادث المرورية، وحين يسأل واحد: ما هي هذه الحفريات، هل هي للماء أو للمجاري؟ فيردّ واحد: سمعت أنّه مشروع “الفايبر”!
وحين تسأله: وما هو مشروع “الفايبر”؟ لا يستطيع الردّ لأنّه لا يعرف سوى أنّه مشروع توصيل “الانترنت” للمنطقة، ولكنّه يقول: لدينا شبكات “انترنت” تكفينا أصلاً، فحاجتنا ليست أكثر من تصفّح المواقع الالكترونية والتواصل عبر “الفيس بوك” وما نحن بحاجته هو المياه والمجاري والكهرباء التي لا تنقطع عنّا!
الطريف في الأمر، أنّ الأحياء العمّانية التي تستضيف كبريات الشركات الأردنية والاقليمية والعالمية لم يصلها الفايبر بعد، ومع هذا فالحفر في الشوارع لتوصيلها إلى الغابات والقُرى النائية موجودة، وحين نفتح على مواقع شركات الاتصالات لنعرف الاسعار المُفترضة فنكتشف أنّها مرتفعة، ولا تقدر عليها سوى شركات كبيرة، وبالتأكيد فلن يقدر عليها مزارع في ساكب أو الجزازة أو الخشيبة.
نقول لصاحبنا المذكور سالفاً: ولكن هذا المشروع سيوصل إليك الشبكة العنكبوتية بسرعة عالمية قياسية، وستستطيع مشاهدة كل التلفزيونات العالمية من خلالها، وفي المستقبل سيكون في مقدورك أن تفعل الكثير معها، وبأسعار ستبدأ من أربعين ديناراً، ولن تزيد على المئة عشرين شهرياً، فيردّ عليك بقلب محروق: يا أخي راتبي ٣٥٠ ديناراً، ولا أريد الآن سوى الماء والخبز والكهرباء، وإذا زاد راتبي عن ذلك فسوف أشتري قليلاً من اللحم لأطعم أولادي.
السبيل 2017-08-28