هذا هو الموقف الأردني: لا تغيير علـى الإطلاق
المفترض أن يصدر توضيح رسمي لتبديد كل تلك «البلبلة» التي أثارها ما قاله وزير الإعلام في برنامج «ستون دقيقة» نهاية الأسبوع الماضي الذي فهمه كثيرون حسب أهوائهم وذلك مع أن البعض قد فهموا هذا الأمر على حقيقته وأن القصد من تناول هذا الموضوع في هذا البرنامج هو المعبر الحدودي مع سوريا وليس «المعابر» التي أوصل بعضهم عددها إلى تسعة وحيث أنه حتى عندما كانت هذه الدولة الشقيقة بكامل عافيتها لم تكن هناك كل هذه المعابر التسعة وأن المعبر الوحيد الذي بقي «شغالا» هو معبر «نصيب» في إتجاه مدينة درعا السورية.
ولعل ما من المفترض أنه معروف للأردنيين كلهم ولغيرهم هو أن معبر «نصيب» هذا قد بقي مفتوحاً و»شغالاً» حتى عام 2015، أي على مدى نحو أربع سنوات بعد إنفجار الأزمة السورية، وحقيقة أن إغلاق هذا المعبر منذ ذلك الحين وحتى الآن قد جاء بعد هجوم لـ «مغاوير» جيش الأسد على السوق الحرة الأردنية في هذه المنطقة الحدودية وبعد أن ثبت أن النظام السوري يدفع بـ «ميليشيات» حزب الله ومعها «ميليشيات» إيرانية في إتجاه حدودنا إن في هذه المنطقة وإن في مناطق أخرى كثيرة من بينها المنطقة التي يقع فيها مخيم «الركبان» الذي إنْ أردنا قول الحقيقة، أصبح ثكنة عسكرية لـ «داعش» وأصبح مخترقاً من قبل «ميليشيات» إيران التي تجاوز عددها في سوريا الخمسين تنظيماً وأعداد منتسبيها تجاوز الستين ألفاً.
كان حديث «الستون دقيقة»، على ما أعتقد بل على ما أجزم، هو عن معبر نصيب الحدودي هذا، أما الموقف الأردني من الأزمة السورية فإنه لا يزال على ما هو عليه وهو أن الأردن مع الحفاظ على وحدة هذه الدولة العربية وأنه لا حل لهذه الأزمة إلا الحل السلمي وسواء بالنسبة للنظام أو للمعارضة وأن أساس هذا الحل هو «جنيف1» وهو القرارات الدولية وبخاصة القرار 2554 وكل هذا على أساس «المرحلة الإنتقالية» التي هناك موافقة دولية عليها وحتى من قبل روسيا الإتحادية والولايات المتحدة الأميركية والدول الفاعلة والمؤثرة كلها ومن بينها الصين وبريطانيا وفرنسا.. وغيرها.
والمشكلة أن هناك وسائل إعلام «معروفة» قد إستغلت غموض البدايات بالنسبة لهذا الأمر وبدأت تعزف ألحاناً نشازاً لا علاقة لها بما قاله وزير الإعلام بالنسبة للموقف الأردني من الأزمة السورية الثابث والذي لم يتغير ولو بمقدار «ذرة»، كما يقال، وكان هدف هذا الإعلام والذين يقفون وراءه هو الإساءة لعلاقات الأردن مع بعض أشقائه العرب والترويج إلى أن المملكة الأردنية قد إنتقلت إلى المعسكر الآخر.. الذي يسميه البعض المعسكر الإيراني وهذا بالطبع هو إفتراء وهو غير صحيح ولا أساس له.
وهكذا وبالمحصلة فإنه لا توجد أي مستجدات وعلى الإطلاق ونهائياً في الموقف الأردني من الأزمة السورية ومن دعم الشعب السوري الشقيق ليقرر مصيره بنفسه وبدون أي تدخلات خارجية ومن ضرورة الإصرار على خروج كل الميليشيات الطائفية ومعها القوات الإيرانية من سوريا وأيضاً وأنْ لا يكون هناك أي وجود لهذه «الميليشيات» على الحدود الأردنية.. أنه لا تغيير إطلاقاً في الموقف الأردني تجاه هذه المسألة وإن هذا قد تم إيضاحه للأشقاء والأصدقاء الذين تفادياً لكل هذا «التشويش الجانبي» المقصود يجب إطلاعهم على كل حقائق الأمور هذه كلها وبدون لا زيادة ولا نقصان.
في النهاية إنه لا بد من التأكيد على أنَّ أصحاب النوايا الحسنة، الذين يحرصون على عدم إقحام الأردن في معادلات تستند إلى كل هذه الفوضى التي تعصف بسوريا والتي لا يوجد أي بريق أمل بإنهائها في فترة قريبة، قد فهموا تصريحات وزير الإعلام على حقيقتها وأن كل ما جاء فيها يقتصر على أمكانية فتح معبر «نصيب» مجدداً وعلى ضرورة ترسيخ الإستقرار في الجبهة الجنوبية – الغربية ، التي هي، كما هو معروف، هو تحت الإشراف الأردني – الأميركي – الروسي، ونقله إلى باقي الأراضي السورية.
الرأي 2017-08-29