مسار جديد يتشكل على وقع الاقتحامات للأقصى
هدد أعضاء الكنيست باقتحام المسجد الأقصى بما يرفع من مستويات التصعيد والتوتر الى مستوى جديد، يقترب مما كان عليه قبل اغلاق البوابات قبل شهر من الان؛ التصعيد الذي جاء بعد زيارة كوشنر المبعوث الامريكي الى المنطقة وقوله بان وقف الاستيطان غير ممكن؛ لانه سيسقط حكومة نتنياهو مهيئا المناخ الالاقليمي لجولة جديدة من الصراع والمواجهة؛ فالكيان الاسرائيلي بات خاضعا بالمطلق لليمين الصهيوني المتطرف الذي يسعى الى استعادة زمام المبادرة والانتقام.
فأمريكا اظهرت قدرا كبيرا من العجز في تعاملها مع الازمة المرتبطة بالمسجد الأقصى، ولم تعد قادرة على تقديم وعود او مبادرات من الممكن ان تتعامل معها الاطراف المنخرطة في المواجهة لتخفيف التوتر او احتوائه؛ ما يعني ان جولة جديدة من التصعيد قادمة لامحالة الى القدس والضفة الغربية بفعل جهود المتطرفيين الصهاينة.
المواجهة المقبلة كالتي سبقتها ستكون حالة تراكمية يقودها اليمين الصهيوني وتعجز القوى الاقليمية والولايات المتحدة الامريكية عن التعاطي معها؛ لتفتج الباب لامكانية انفجار المشهد في الاراضي الفلسطينية والاقليم.
المنطقة بصدد جولات جديدة من المواجهة بين الفلسطينين والكيان الاسرائيلي ستهيمن على المشهد الاقليمي والعربي، وستمتد آثارها الى العالم الاسلامي والساحة الدولية؛ فضابط الايقاع الامريكي رغم جبروته بات اقل قدرة على ضبط المشهد السياسي او فرض مقولته للسلام الاقليمي والاهم من ذلك ان السلام الاقليمي المزعوم بات جزءا من عملية التأزيم في المنطقة بدل ان يكون جزءا من ادارة الصراع او احتوائه.
الجولات المتجددة والمتكرة من التصعيد والمواجهة سترسم مسارا جديدا في الاقليم؛ اذ ستخلق واقعا جديدا ورؤيا اقليمية تفتح افاقا غير مسبوقة لاطراف اقليمية ودولية منافسة للولايات المتحدة؛ نتيجة مغايرة تماما لما تسعى الولايات المتحدة لتحقيقة؛ فالمقولات الايدولوجية باتت هي الناظمة والحاكمة لسلوك الادارة الامريكية التي صرحت ممثلتها بالامم المتحدة قبل اشهر بانها ستضرب بالحذاء من يحاول عزل «اسرائيل»، وزادها ايدولوجية وتزمتا وتحجرا؛ موقف كوشنر ورؤيته القاصرة التي كشفت عنها تسريبات اظهر بها استغرابه من ردود الفعل على الاجراءات الصهيونية في القدس.
الولايات المتحد باتت محكومة بالمطلق للعامل الايدولوجي وفاقدة للرؤية والقراءة السياسية العقلانية التي تتيح لها ادارة الازمة في حدها الادنى واحتواءها؛ ما يعني ان امكانية تجددها وتوسعها بشكل يطيح بكثير من الاوهام والخيالات ويفتح الباب لسيناريوهات جديدة يصعب التنبوؤ بها بات امرا محتملا وفقا للمسار الجديد الذي رسمة المتطرفون الصهاينة والايدولوجيون في الادارة الامريكية.
السبيل 2017-08-29