عقوبات الفيصلي
لم يقصر سمو الأمير علي بن الحسين يوما في دعم منظومة الكرة الأردنية عموما والأندية على وجه الخصوص، والتوجيهات كانت واضحة على الدوام لاتحاد كرة القدم، بضرورة عدم التقصير في الواجبات ومساندة الأندية ودعمها قدر المستطاع في كل ما تحتاجه، ومواقف الأمير علي الداعمة لم تقتصر على الكرة الأردنية بل تعدتها إلى مختلف دول العالم لاسيما العربية والآسيوية منها.
ولذلك كان بيان سموه أمس واضحا فيما يتعلق بمشكلة النادي الفيصلي مع الاتحادين العربي والآسيوي، فيما يتعلق بإيقاف خمسة من لاعبيه لمدة عام واحد إدارييه لمدة عامين، بالإضافة إلى الغرامات المالية.
ملخص القول في بيان الأمير كان التأكيد على عدم ترك الفيصلي وحيدا في "معركة العقوبات"، ولذلك قال سموه: "انطلاقا من نهجنا وحرصنا نرفض أي خروج عن النص، ونؤكد أيضا أن أي تحركات ظالمة سنشعر بها تجاه لاعبينا ومنتخباتنا وأنديتنا وكرتنا الأردنية التي نفخر بسمعتها ومكانتها سنقف تجاهها بحزم وقوة واستنادا إلى خطوات قانونية، انطلاقا من حرصنا على ترسيخ الأنظمة والقوانين بحيادية وعدل".
اتحاد كرة القدم وعلى رأسه الأمير علي لم يقف ساكنا فيما يتعلق بمشكلة الفيصلي، وليس له يد في تلك العقوبات، بل حاول ويحاول الاتحاد انقاذ ما يمكن انقاذه ومساعدة الفيصلي للخروج بأقل الاضرار، وبالتالي لا بد من التأكيد على أن قدرات الاتحاد الأردني تبقى ضعيفة في مواجهة الاتحادين العربي والآسيوي، وليس في مقدوره منع تنفيذ تلك العقوبات لأنه سيكون هو الآخر عرضة للعقوبة والايقاف.
يستطيع الاتحاد والفيصلي معا التحرك بالطرق القانونية.. كلام الاتحاد الآسيوي وقراره كان واضحا للجميع، إذ أنه أبلغ الفيصلي بضرورة استئناف العقوبات خلال عشرة أيام قبل أن يتم تنفيذها رسميا على الصعد المحلية والآسيوية والدولية، وفي جميع المباريات الودية والرسمية وغير الرسمية، وأن تلك العقوبات "ايقاف 5 لاعبين لمدة عام" ستطبق بعد استنفاذ الاستئناف، مع التأكيد على أن الاتحاد الآسيوي سينظر في قرارات لجنة الاستئناف العربية وفيما اذا كانت منسجمة مع لوائحه، وبالتالي فإن "المعركة القضائية" قد تنتقل لاحقا الى أروقة الفيفا ومن بعده المحكمة الرياضية في سويسرا.
من الغريب أن غالبية الجهد في المرحلة الماضية كان ينصب في اتجاه حل المشكلة وديا مع الحكم المصري ابراهيم نور الدين.. جاهات وتحركات وتبادل زيارات وكأن المسألة تحل بهذه الطريقة، وكأن الخلافات في البطولات العربية تحل من خلال "فنجان القهوة" بعيدا عن المشاهدات العينية والتقارير الرسمية والقرارات المستندة إلى اللوائح.
ما جرى في ملعب الاسكندرية في نهائي بطولة الاندية العربية كان واضحا للجميع، وعليه لا يستطيع الاتحاد الأردني والفيصلي نفي تلك الوقائع، لأن العقوبات كانت واقعا لا مناص منه، لكن تحركهما كان يجدر أن يكون في اتجاه البحث عن المنافذ في اللوائح والتعليمات والخروج بأقل الاضرار من العقوبات.
بعد واقعة الاسكندرية انفردت "الغد" بخبر طلب الاتحاد الآسيوي من نظيره العربي موافاته بالتفاصيل المتعلقة بمباراة الفيصلي والترجي التونسي، سواء كانت تقارير مكتوبة أو تسجيلات مرئية، وهنا كان لا بد من التيقن بشكل قطعي أن العقوبات لن تبقى عربية استنادا لشواهد سابقة، وأن انتقالها إلى الاطار الآسيوي على مختلف الصعد مسألة وقت ليس إلا.
ربما علينا أن نعلم أن حالة الفيصلي على الصعيد الآسيوي تجسد مقولة "فيك الخصام وانت الخصم والحكم"، ذلك أن العلاقة بين الاتحادين الأردني والآسيوي لا تبدو على ما يرام لاسباب يعرفها الجميع، ولذلك دخلنا "المصيدة" بأيدينا وننتظر تخفيض الحكم!.
الغد 2017-10-02