المواهب والتعليق الرياضي
لتجديد دماء المعلقين الرياضيين سواء بالإذاعة أو التلفزيون، فتحت الهيئة الوطنية للإعلام في مصر الباب على مصراعيه لاختيار مجموعة من المعلقين الرياضيين الجدد، ليرفدوا العدد الكبير من المعلقين الرياضيين الآخرين، بعد أن كثرت الشكاوى التي تطالب بتحسين مستوى التعليق الرياضي خاصة في لعبة كرة القدم التي تجذب ملايين البشر في كل أنحاء العالم.
تم تشكيل لجنة مهنية خبيرة مختصة برئاسة أشهر مذيع رياضي مصري منذ أكثر من نصف قرن، هو الأستاذ فهمي عمر المعروف عنه بالكفاءة والموضوعية والالتزام المهني، وتقدم (430) ممن يودون الالتحاق بهذه المهنة الإبداعية التي تعتمد أول ما تعتمد على الموهبة والتأهيل والقبول، وأجريت لهم اختبارات متعددة وجرت تصفيات متتالية ليكون الاختيار دقيقا، إلى أن رشحت اللجنة المشرفة 6 فقط من هذا العدد الكبير، كون توفر متطلبات النجاح ليس امرا سهلا، ويجب أن تتوفر في المعلق الرياضي القدير الذي يخاطب الجماهير مباشرة ويعتبر بلسم المباريات، لأن الوطن العربي في بعض وسائل الإعلام الرياضي يعاني من هشاشة التعليق الرياضي وضعفه، لأن عددا من هؤلاء ليسوا في مستوى أهمية وتأثير التعليق الرياضي على الرأي العام وعلى السلوك الرياضي الصحيح الذي يساهم به هذا المعلق إن كان مؤهلاً لهذه المهنة.
هناك معاناة حقيقية ورفض واضح من جماهير الكرة للعديد من المعلقين الذين يعتبرون عبئا على اللعبة والجمهور، لأنهم فُرضوا على هذا الميدان بالواسطة أو المحسوبية بعيدا عن الكفاءة، ما جعل الجمهور يغلق الصوت في أجهزته حتى لا يسمع تعليقاتهم الضعيفة والمزعجة أحيانا كثيرة، لأنها لا تتسم بالمهنية والكفاءة وتفسد متعة المشاهدة وتُدخل البؤس في نفوس مشاهديهم.
في جانب آخر هناك مجموعة من المعلقين الرياضيين الذين يطرب الجمهور لتعليقاتهم ويعتز الجميع بهم، لأنهم يشيعون جو البهجة والفرح والمتعة من خلال تعليقاتهم الغنية التي تسعد الجمهور، وهم قلة لا بد من عدد آخر يدعمهم وهذه مسؤولية المؤسسات الإعلامية.
لهذا يجب أن يتم بين حين وآخر ضخ دماء جديدة تعزز من إيجابيات التعليق الرياضي فتح المجال للموهوبين والمؤهلين وإتاحة الفرص الحقيقية لهم.
الغد 2017-10-03