العربي آخر من يعلم !!
كان عنوان هذا المقال قبل ان أغيره «الرجل آخر من يعلم»، لكنني خشيت من انصراف الذهن تبعا لما يسمى المتواليات السماعية الى مثل بائس افرزته النميمة الجنسية وفائض الكبت وهو الزوج آخر من يعلم .
العربي الذكر اخذته العزة بالاثم بحيث لا يتابع حراك النساء في بلاده كي لا يضطر الى الاعتراف والاعتذار، فما نسمعه ونشاهده ونقرأه لاكاديميات وبرلمانيات عربيات على قلة عددهن لا يعيد للمرأة اعتبارها فقط، بل يتمدد لاعادة الاعتبار الى الاب والاخ والزوج والابن والجار والزميل.
وما حققته النساء اللواتي تفوقن في الاختبار لم يكن رغما عن الرجل فقط بل ايضا بالرغم من شجب واستنكار نساء اخريات من ضحايا العبودية والتهميش واللواتي صدّقن انهن ناقصات عقل ودين، وقد رصدت خلال اسبوع واحد فقط ما صدر عن برلمانيات عربيات وناشطات في المجالين السياسي والاجتماعي فوجدت انهن يتفوقن على ملايين الذكور ممن طبّل اباؤهم وزمرت ورقصت امهاتهم لأنهم لم يولدوا اناثا، والمرآة التي عانت لقرون وربما لألفيات من ثقافة الوأد الجسدي والعقلي شبّت عن الطوق والرجل آخر من يعلم .
وقد يكون عدد النساء اللواتي كسرن الحواجز تباعا، قليلا اذا قورن بالنسبة الديموغرافية ، ولو اقتصرت نسبتهن على خمسة بالمئة فقط فهذا هو التعريف الدقيق لما يسمى الخميرة، فالحديقة تبدأ بشجرة وكذلك رحلة الالف ميل كما يقول الصينيون تبدأ بخطوة واحدة ، لهذا فالحبل على الجرار، وهذا ما تنبأ به فوكوياما حين كتب عن تأنيث التاريخ والمستقبل وهو اهم من كل ما كتبه عن النظام العالمي الجديد، فالتاريخ كان ذكوريا لأكثر من ستة الاف عام، وانتهى الامر الى ان الحروب والكوارث والثأرية والفساد كانت محاصيل ذكورية بامتياز.
آن للعربي ان يعترف ويعتذر، كي لا تضطر المرأة الى تذكيره بأن للقط شاربين اطول من شاربيه!!
الدستور 2017-10-08