مصير كتائب القسام في المصالحة الفلسطينية

تم نشره الأحد 08 تشرين الأوّل / أكتوبر 2017 01:18 صباحاً
مصير كتائب القسام في المصالحة الفلسطينية
د.فطين البداد

المتفائلون بإتمام المصالحة بين فتح وحماس لديهم نصف فرص المتشائمين ، ولأسباب ذات علاقة مع طبيعة حماس وتركيبتها التنظيمية وميثاقها الذي جرى تعديله مؤخرا ، والضغوط التي تمارس على سلطة عباس .

 قد يكون رأيي مخالفا للمتفائلين ، ولكن التعمق في المشهد الفلسطيني بدون عاطفة يخلق مبررا لمثل هذه النظرة   .

 ولا يختلف اثنان أن المعضلة الرئيسية والتي قد تنسف أي اتفاق نهائي  ( لا خيار أمام حماس الآن  سوى "  إدارة الخلاف "  )  تعود لسلاح الحركة وجناحها العسكري ، وهذه هي العقدة التي سيعجز المنشار المصري عن تخطيها .

 الإسرائيليون الذين ألزمهم نتنياهو بالصمت حول الملف وعدم التعليق إلا بعلمه ، لحساسية القضية ، أعلنوا موقفهم قبل أن يلوذوا بالسكوت  ، وفحواه : أن سلاح حماس يجب أن ينزع إذا أراد الجميع موافقة إسرائيل على المصالحة الموعودة .

ولكن حماس ، ووفق مصادر استخبارية مسربة ، كشفت بأن قادة الحركة فاجأوا الحمد الله في اجتماع غزة بطرح هذه القضية ، وهو ما لم يكن بالحسبان ، ولكن كيف طرحت حماس قضية سلاحها الذي تدرك بأنه هو  بيت القصيد في إتمام أي مصالحة مستقبلا ؟؟ .

 المصادر كشفت بأن حركة حماس طرحت أن يتم تشكيل جيش فلسطيني تكون كتائب القسام  ضمن تشكيلته على أن  تدار هذه الكتائب بطريقة مستقلة ،  وتقول المعلومات : بأن الحمد الله ، وخلف الأبواب المغلقة ، رفض هذا الطرح رفضا تاما ، مما أفشل الجولة الأولى ، أو بالأحرى الزيارة الأولى ، لماذا ؟؟ ..

 لأن سلاح حماس ليس قضية فتحاوية فقط ، بل هو قضية إسرائيلية أمريكية غربية  وعربية أيضا ، ولطالما شكل حجر عثرة في الوصول لأي  حل ،  وحكم على القطاع بحصار امتد لأكثر من عقد من الزمان ولا يزال .

ولا يخفى على المراقب أن أي ملف شائك لن تنأى حماس بنفسها عن مناقشته ، من مثل " الإعتراف بإسرائيل واحترام أوسلو والإتفاقات الموقعة مع الجانب الفلسطيني ونبذ الإرهاب ".. أما مسألة تسليم أو إلقاء السلاح  فشأن  بعيد المنال حتى الآن ، وربما غدا ، رغم ما تسرب عن أن فتح اشترطت على القاهرة أن لا يناقش موضوع سلاح المقاومة إلا بعد إتمام المصالحة وإيجاد حل للقضية الفلسطينية ، ولكن هذا نسفه أبو مازن لاحقا حينما قال بأنه لن يقبل بنموذج حزب الله في غزة  .

 حماس كانت تعلم بأن الرفض سيكون مصير طرحها هذا ( تشكيل الجيش الموحد واستقلالية قيادة القسام داخله )  ومن أجل ذلك كانت عمقت علاقاتها بإيران بعد أن حسمت خياراتها المتذبذبة بين العرب المعتدلين وبين طهران لصالح الأخيرة ، مما يعطي إيران ثقلا جديدا في المنطقة ، وخاصة في الملف الفلسطيني ، وما يعزز هذه الحقيقة ما نراه من اندلاق قادة الحركة على  الدولة الفارسية الصفوية ، والتصريحات   التي تصدر بين الفينة والأخرى من قادة في حماس تثني على نظام الملالي  ، ويكفي أن يحسم الجدل في هذه القضية  نتائج الإنتخابات التي جرت الخميس في مجلس شورى الحركة ، عندما تم اختيار العسكري صالح العاروري نائبا لرئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية ، بما يعرف عن العاروري من صقورية حازمة ،  بالإضافة إلى موافقة الحركة على أن تكون الضاحية الجنوبية في بيروت هي مقر العاروري  ، أي أن يكون مكتب العاروري تحت حراسة  حزب الله اللبناني المبايع للولي الفقيه في طهران .

من أجل ما سبق ، فإنني حذر  جدا حيال كل ما يقال عن المصالحة التي يتمناها  كل فلسطيني وعربي وحر في العالم ، لوضع حد لانقسام شعب مكلوم مشرد في كل بقاع الدنيا ، ويقارع بمفرده أعتى وأشرس الأعداء في التاريخ .

 إن  المصالحة الفلسطينية لا تزال وستظل على المحك للأسف ، ومخطئ من يعتقد أن إسرائيل ستوافق على مصالحة بدون نزع سلاح كتائب القسام ، والمقاومة عموما ،  ولهذا السبب أعلن تشاؤمي  حتى لو أعلنت سلطة عباس  إلغاء إجراءاتها المالية في غزة والبدء بإدارة القطاع  ودفع رواتب الموظفين .

 د.فطين البداد    

جي بي سي نيوز 2017-10-08



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات