عندما يلعلع قرد مطرود
في مرآة الإسقاط (وهو مرض نفسي مقيم لا شفاء منه) يكون أكثر الناس حديثاً عن الصدق هم الكذابون المتعتعة دماؤهم بنسغ الزيف والباطل و(الهيلمات) الفارغة الرنانة.
ومع هذا المرض المستشري يكون أكثر المتبجحين بالفضيلة وأخواتها هم أراذل الخلق وحثالتهم وسقطهم. ويكون أكثر الذين تخنقهم كلمة الشرف، إذ يرفعون نبرتها ويفخمون حروفها، هم فاقدوه أو عديموه أو من لم ينالهم حظ نيله ابداً، الذين غاروا مئات السنوات الضوئية عن أدنى مراميه. الشرف أجلّ من أن تتحدث به أفواه تربت على العار وقبح القبح.
ليس هناك مذلة أدنى من ضبع هرم على الفطائس حتى سقطت أسنانه، فبالت عليه الثعالب، ليس هناك من مذلة أدنى من هذه إلا مذلة قرد عجوز غار في بركة غائطه، بعدما أنهكه الرقص على حبال الكذب والنفاق، فسقط ولم يبق منه إلا صوتان عامران ثائران ملعلعان. صوت من فم سقيم يطرطر بنصر أقبح من هزيمة، وصوت من فم سفلي يهرهر بالمعاني السامية كما تراءى له سراب العزة والإباء.
يريد سفير النظام السوري المطرود من عمان المقرود بهجت سليمان أن يعلمنا معانى الشرف، يريد أن يتأستذ علينا ويمارس دور المعلم مع معرفتنا بأحد تلاميذه النجباء في فنون الطغيان. العالم يا هذا الكذاب الأشر لا ينظر إلى كلامك المخلوط بروائح السقوط والغيوط. العالم ينظر إلى يد سيدك وتلميذك الملطخة بدماء شعبه. لكن الرذيلة تأبى إلا أن تطلق صوتها التحتاني بكلام عال عن الشرف العفيف النظيف.
سبع سنوات من الدماء التي أغرقتكم وفاضت عن تراقي الحياة لم تكن كافية لإغلاق فمك الأعوج الأهوج. سبع سنوات من العار لم تكن كفيلة بردم هذه الفوهة القميئة البذيئة بل زاد انتانها. فيا أيها المأفون الذي تهاوى مع نظامه إلى مزبلة التاريخ، حتى ولو تراءى له بيرق نصر زائف.
أيها المقرود الغائر في بركته المنتنة، عليك أن تعرف معنى الحياة أولا، وتدرك أين أوصلتم سوريا، وكيف تركتم أهلها. نحن لم تتلطخ أيادينا يوما بدم الأهل، ودائما كنا أسودا على الأعداء لا على الأخوة. لم نقتل أحداً ولم نتأمر على أحد. أنتم تأمرتم بالطغيان والاستبداد على بلدكم وأهلكم. وكنتم جسرا للغزاة ومطية للرذائل والشرور. وجعلتم من سوريا طاولة قمار يلعب بها أشرار العالم.
الدستور 2017-10-10