عندما يلعلع قرد مطرود

تم نشره الثلاثاء 10 تشرين الأوّل / أكتوبر 2017 01:09 صباحاً
عندما يلعلع قرد مطرود
رمزي الغزوي

في مرآة الإسقاط (وهو مرض نفسي مقيم لا شفاء منه) يكون أكثر الناس حديثاً عن الصدق هم الكذابون المتعتعة دماؤهم بنسغ الزيف والباطل و(الهيلمات) الفارغة الرنانة. 

ومع هذا المرض المستشري يكون أكثر المتبجحين بالفضيلة وأخواتها هم أراذل الخلق وحثالتهم وسقطهم. ويكون أكثر الذين تخنقهم كلمة الشرف، إذ يرفعون نبرتها ويفخمون حروفها، هم فاقدوه أو عديموه أو من لم ينالهم حظ نيله ابداً، الذين غاروا مئات السنوات الضوئية عن أدنى مراميه. الشرف أجلّ من أن تتحدث به أفواه تربت على العار وقبح القبح. 

ليس هناك مذلة أدنى من ضبع هرم على الفطائس حتى سقطت أسنانه، فبالت عليه الثعالب، ليس هناك من مذلة أدنى من هذه إلا مذلة قرد عجوز غار في بركة غائطه، بعدما أنهكه الرقص على حبال الكذب والنفاق، فسقط ولم يبق منه إلا صوتان عامران ثائران ملعلعان. صوت من فم سقيم يطرطر بنصر أقبح من هزيمة، وصوت من فم سفلي يهرهر بالمعاني السامية كما تراءى له سراب العزة والإباء. 

يريد سفير النظام السوري المطرود من عمان المقرود بهجت سليمان أن يعلمنا معانى الشرف، يريد أن يتأستذ علينا ويمارس دور المعلم مع معرفتنا بأحد تلاميذه النجباء في فنون الطغيان. العالم يا هذا الكذاب الأشر لا ينظر إلى كلامك المخلوط بروائح السقوط والغيوط. العالم ينظر إلى يد سيدك وتلميذك الملطخة بدماء شعبه. لكن الرذيلة تأبى إلا أن تطلق صوتها التحتاني بكلام عال عن الشرف العفيف النظيف.  

سبع سنوات من الدماء التي أغرقتكم وفاضت عن تراقي الحياة لم تكن كافية لإغلاق فمك الأعوج الأهوج. سبع سنوات من العار لم تكن كفيلة بردم هذه الفوهة القميئة البذيئة بل زاد انتانها. فيا أيها المأفون الذي تهاوى مع نظامه إلى مزبلة التاريخ، حتى ولو تراءى له بيرق نصر زائف. 

أيها المقرود الغائر في بركته المنتنة، عليك أن تعرف معنى الحياة أولا، وتدرك أين أوصلتم سوريا، وكيف تركتم أهلها. نحن لم تتلطخ أيادينا يوما بدم الأهل، ودائما كنا أسودا على الأعداء لا على الأخوة. لم نقتل أحداً ولم نتأمر على أحد. أنتم تأمرتم بالطغيان والاستبداد على بلدكم وأهلكم. وكنتم جسرا للغزاة ومطية للرذائل والشرور. وجعلتم من سوريا طاولة قمار يلعب بها أشرار العالم.

الدستور 2017-10-10



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات