لا.. يا أخ برهم!!
استدراج لعواطف الكرد وتوظيفها لازاحة الرئيس مسعود بارزاني عن موقعه القيادي الرسمي والحزبي الذي اذا اردنا قول الحقيقة فإنه قد ورثه عن والده الملا مصطفى بجدارة وان البارزانيين لن يفرطوا به حتى وان «وصلت الدماء حتى الركب» فإن نشاهد ونتابع كل هذه الحملة المسعورة التي يتعرض لها هذا الزعيم الكردي وبخاصة من بعض القيادات الكردية التي بسبب وجوده ترى انها ستبقى «عاطلة» عن العمل!!
ان برهم صالح انسان مثقف يتطابق مظهره الانيق مع مخبره وانه بالتأكيد افضل من يترأس حكومة وحدة وطنية كردية لاعتبارات موضوعية كثيرة لكن موقع «الزعامة» الذي ورثه مسعود بارزاني عن والده الملا مصطفى شيء اخر والمؤكد أن كل ألـ «بهدنانيين» ومعهم قطاع واسع من الـ»صورانيين» سيقفون الى جانبه أولاً لأن عائلته واصلت تقديم التضحيات ولذلك ومع احترامنا للرئيس السابق لحكومة اقليم كردستان فإنه مهما فعل سيبقى مجرد: «جملة معترضة» في هذه الازمة الطاحنة التي ترتبت على خطوة «الاستفتاء» الاخير وانه اذا كان قد اختير رئيساً لوزراء الاقليم الكردي فإنه لا يمكن أن يعود الى هذا الموقع في انتخابات ستكون بمثابة «كسر عظم» كما هو متوقع منذ الان.
رفع الصديق برهم صالح كدعاية انتخابية مبكرة شعار: «الحدود التي ترسم بالدم تزال بالدم» رداً على استعادة الحكومة العراقية الاتحادية لحدود كانت فقدتها في ايام العسرة ومن بينها منطقة كركوك المهمة وهذا ستفهمه بغداد بأنه تلويح مبكر بالقوة وسيفهمه البارزيون بأنه سعي لانتزاع ولو للحد الادنى من التطلعات الكردية التي ان هي «انتكست» هذه المرة فإنها بالتأكيد ستنجح في المرات القادمة وإن بطريقة غير طريقة «الاستفتاء» التي كان واضحاً منذ البدايات انها محاولة فاشلة وغير موفقة.
وهكذا فإنني اراهن ومنذ الان بالاستناد الى معرفة عن قرب بالاوضاع الكردية التي تتحكم بها ولاءات تاريخية عشائرية ومناطقية بأن «كاك» مسعود سيخرج من هذا الاختبار الصعب اكثر قوة مما يعني انه على الاخ برهم صالح أن يعد الى العشرة وليس الى الخمسة فقط قبل أن يذهب بعيداً إن ليس بمواقفه فبتصوراته وهذا ينطبق على الاخرين من رئيس البرلمان الكردي وحتى «نافال» ابن جلال الطالباني الذي ما كان من الممكن ان تسعفه مناكفاته ضد «البارزيين» لولا متغيرات الخريطة السياسية الاقليمية في السنوات الاخيرة.
إن الافضل للاكراد, أكراد كردستان العراقية, أن لا يذهبوا بعيداً في هذا التمزق الذي إن هو استمر فإن ثمناً غالياً ستدفعه اجيالهم اللاحقة وأن يغلبوا العام على الخاص وان يعطوا الاهم للاولوية الأهم وأن يتحلوا بالواقعية ويكتفوا بما يستطيعون تحقيقه في ظل كل هذا التحشيد الاقليمي والدولي ضدهم وان يحافظوا بقدر الامكان على وحدتهم الوطنية المهددة الان اكثر من أي مرة سابقة في تاريخهم المعاصر.
الراي 2017-10-25