نتنياهو يكشف عن وجهه البشع
رئيس وزراء العدو الصهيوني، نتنياهو، «بق البحصة « كا يقول المثل اللبناني، وكشف عن وجهه البشع، في خطابه في افتتاح الدورة الشتوية للكنيست الصهيوني يوم الاثنين الماضي الـ23 الجاري، اذ أعلن وبكل وقاحة، ومن دون لف أو دوران، مرتكزات ما يسمى بالسلام الاسرائيلي- كما نشرتها وكالة معا الاخبارية- وأبرزها:
1-السيطرة الأمنية المطلقة على الضفة الغربية .
2- عدم اخلاء المستوطنين.
3-تعميق العلاقة مع الدولة المعتدلة في الشرق الاوسط، والتي لا تعتبر اسرائيل عدوا لها..
نتنياهو لم يأت مطلقا على ذكر «حل الدولتين «، واقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل، وهو ما يعني بصريح العبارة، رفض اسرائيل لقيام هذه الدولة، واعطاء الفلسطييين حكما ذاتيا موسعا، كما تناقلت الصحف الاسرائيلية، والحاقهم كعبيد في سوق العمل الاسرائيلي.
نتنياهو لم يفاجىء أحدا، فالجميع يعرفون أهدافه وخططه، وقد ذكرها في كتابه «مكان تحت الشمس «، فهو وان استطاع ان يناور كثيرا، ويهرب من استحقاقات السلام أكثر، الا أنه هذه المرة «بق البحصة» كما قلنا، بعد أن حقق الكيان الصهيوني أغلب أهدافه، فها هو يستعد لاعلان انجاز تهويد القدس 2020، بعد أن استولى على 86% من ارضها، واغتال حلم الدولة لفلسطينية، بعد أن استولى على أكثر من 66% من ارضها، وحول الباقي الى كانتونات وجزر معزولة، بفعل جدار الفصل العنصري، والطرق الالتفافية، ما يستحيل معها اقامة دولة متواصلة جغرافيا.
نتنياهو هذا في خطابه الاخير، لم يطلق الرصاصة الاخيرة على ما يسمى عملية السلام، ولم يقض على ما تبقى من بصيص امل باستئناف المفاوضات، بل وضع السلطة الفلسطينية، والعالم اجمع وجها لوجه، أمام الحقيقة المرة، امام الجدار الاخير، امام رفض اسرائيل لكافة القرارات الدولية ذات الصلة : بدءا من القرار 181 قرار التقسيم، مرورا بقرار العودة رقم 194، وصولا الى القرار 242 الذي ينص على انسحاب اسرائيل من كافة الاراضي المحتلة في حزيران 1967، واخيرا قرار مجلس الامن رقم 2334، الذي يدعو اسرائيل الى وقف الاستيطان، باعتنباره عملا غير مشروع.
رئيس وزراء العدو فرض الامر الواقع، ولن يتراجع ما دام الاحتلال «قمرا وربيعا»...
وهو ما يدعونا الى التساؤل ..
ماهو مصير «صفقة ترامب»، التي لا يفتأ الاعلام الاميركي المتصهين من التطبيل والتزمير لها ؟؟
مرتكزات السلام الصهيوني، كما اعلنها الارهابي الاحمق نتنياهو في الكنيست وهو رمز الاغتصاب، لا تختلف عن أفكار «ترامب» وقناعات الاميركيين المتصهينين ..
فحل الدولتين لم يرد مطلقا على لسان «ترامب» منذ أن اعتلى سدة الحكم في اميركا، كما ان «ترامب» هذا وكبار رجال ادارته، أو ما يسمى بالحلقة الضيقة التي تحيط به تؤيد الاستيطان، وتتفق تماما مع طروحات اليمين الصهيوني المتطرف؛ ألم يصرح السفير الاميركي في تل ابيب «بان اسرائيل لم تحتل الضفة الغربية «.!!
المرتكز الرئيس «لصفقة ترامب «، هو اقامة سلام اقليمي شامل، مع الدول العربية المعتدلة، كما نشرت مؤخرا «معاريف»، اي فتح اوتستراد التطبيع ، وكسر حاجز العداء، قبل حل الصراع، وقبل انسحاب اسرائيل من الارض المحتلة في حزبران 1967، وقبل اقامة الدول الفلسطينية المستقلة بحدود الـ 4 من حزيران 67.
باختصار..
سقط القناع عن وجه نتنياهو البشع، لينهي عمليا ما يسمى عملية السلام، بعد أن كشف عن أطماعه واهدافه، والتي تتمحور حول رفض اسرائيل الانسحاب من الاراضي المحتلة عام 1967، باعتبارها ارض اسرائيل «يهودا والسامرة»»، ورفض الانسحاب من القدس، باعتبارها عاصمة اسرائيل الموحدة، واقصى ما يعطيه للفلسطينيين حكما ذاتيا موسعا ـ ليلتحقوا عبيدا، في سوق العبيد الصهيوني .
وهذا يفرض على القيادة الفلسطينية تفعيل المقاومة الشعبية والعودة الى نموذج انتفاضة الحجارة، والغاء «اوسلو»..
والعودة الى بداية السطر. والتأكيد قولا وعملا بان الصراع مع العدو الصهيوني صراع وجود لا صراع جدود.
وكفى ضياعا.
الدستور 2017-10-26