عاصمة الأردن الجديدة

تم نشره الجمعة 03rd تشرين الثّاني / نوفمبر 2017 12:44 صباحاً
عاصمة الأردن الجديدة
فهد الفانك

هناك قدر كبير من عدم الوضوح فيما يتعلق بمشروع مدينة جديدة يقال أنها ستقام جنوب شرق المطار، فقد بدأت الفكرة تحت اسم عمان الجديدة وعاصمة جديدة، ثم صارت مجرد مقر للحكومة لتخفيف الازدحام في عمان القديمة، ومرت بمراحل عديدة قبل أن تهبط إلى مستوى مجرد مدينة استثمارية، اي أن الهدف هو الحصول على الربح كعقار مؤجر للحكومة بأضعاف ما تدفعه حالياً.

هذا المشروع يكلف مئات الملايين وربما المليارات من الدنانير، جزء كبير منها لاستيراد مواد لازمة للمشروع بالعملة الأجنبية. لكن الوضع المالي للمملكة لا يتحمل كلفة كهذه من أصل موازنة عامة تعاني من العجز والمديونية.

حاولت الحكومة طمأنة الناس بالإعلان أن المشروع لن يكلفها ديناراً واحداً، فالذي سيقوم به هو القطاع الخاص الذي سيبنيها ويؤجرها للحكومة ثم يحول ملكيتها إلى الحكومة بعد عشرات السنين. لكن أحداً لم يفاتح القطاع الخاص بالموضوع ليعرف ما إذا كان يقبل هذه الصيغة، وأنه على استعداد لتمويلها تمهيداً لتأجيرها للوزارات والدوائر الرسمية بحيث يعيش على ريعها كعقار ويتأكد ما يقال عن الاقتصاد الأردني من أنه اقتصاد ريعي وليس إنتاجياً.

يقولون إن عمان ستظل العاصمة بموجب النص الدستوري الصريح، ولكنها عاصمة ليس فيها حكومة، وستحمل اسم عاصمة مع أنها لم تعد مقراً لرئاسة الحكومة والبرلمان والقضاء.

عمان القديمة ليس فيها صناعة أو زراعة ويعيش أهلها على الحكومة كمصدر للتوظيف، فإذا رحلت الحكومة عنها فستصبح مدينة مهجورة تضاف إلى الآثار التاريخية التي تزخر بها المملكة.

إقامة مدينة جديدة بدون أن تكلف الخزينة ديناراً واحداً، يذكرنا بمشروع سكن كريم لعيش كريم، حيث كان وزير الاشغال في حينه سهل المجالي قد جمع ممثلي الصحافة وشرح لهم كيف أن المشروع سيقوم دون أن يكلف الخزينة فلساً واحداً.

قال الوزير في حينه إن المشروع سيقام على ارض مملوكة للحكومة وسوف تقدم له في المستقبل كل الخدمات الأساسية التي تقدم لجميع المدن والأحياء. يقوم القطاع الخاص وشركات الإنشاءات بشكل خاص ببناء المدينة على حسابها على أن تحصل على نصف المساكن لتبيعها بالأسعار التجارية لاسترداد تكاليفها وأرباحها، وتسلم النصف الباقي من المساكن للحكومة مجاناً مقابل الأرض والخدمات، على أن تقوم الحكومة بدورها بتخصيصها للفئات الاجتماعية التي تحتاجها وبخاصة عائلات موظفي الدولة. بهذا يربح الجميع ولا يخسر أحد. لكن النتيجة كانت محزنة كما هو معروف.

الراي 2017-11-03



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات