«أصوات طبول الحرب»!

تم نشره الأربعاء 08 تشرين الثّاني / نوفمبر 2017 12:44 صباحاً
«أصوات طبول الحرب»!
صالح القلاب

لأن التدخل الإيراني في الشؤون العربية قد تجاوز كل ما يمكن احتماله ثم ولأن هذه الحرب المحتدمة في اليمن هي حربٌ إيرانية على السعودية ولأن إيران باتت تحتل سورية احتلالاً فعليا وأصبح لها «مستوطنات» في العديد من أحياء دمشق القديمة ولأنها غدت تُصادر لبنان كدولة وككيان وكقرار وحولت ضاحية بيروت الجنوبية إلى قاعدة إستخبارية وسياسية لها فإنه لم يعد بالإمكان السكوت على هذا كله ولذلك فإنَّ كبار المسؤولين السعوديين معهم الحق كله عندما يعلنون إن للصبر حدوداً وإنهم سيردون على هذا التحدي بتحدٍّ أشد منه وأكثر قوة.

لم يعد بإمكان أيٍّ كان إنكار أن إيران، التي كانت افتعلت حرب الثمانية أعوام مع العراق لكنها فشلت في أن تنتصر في تلك الحرب، مصممة على استكمال تحويل هذه المنطقة العربية إلى مجالٍ حيوي، سياسي وعسكري استخباري واقتصادي.. وكل شيء لها، ولعل ما شجعها ويشجعها على هذا أنها تستند إلى دعم روسي بات واضحاً ولا يستطيع أيٌّ كان إنكاره وأنَّ الولايات المتحدة، التي من المفترض أنها أكثر المعنيين بهذا الأمر، مصابة بالإرتباك في عهد هذه الإدارة التي على رأسها دونالد ترمب بينما كانت إدارة باراك أوباما السابقة إن هي ليست متواطئة مع الإيرانيين فإن حساباتها كانت خاطئة و«كالتغميس خارج الصحن»!!.

الآن يسعى الإيرانيون، وهذا واضح ومعروف ويتحدث عنه حتى كبار المسؤولين في طهران في كل يوم، إلى السيطرة على باب المندب وعلى البحر الأحمر بكل منافذه بعد شبه سيطرتهم على الخليج العربي مما يعني أن الإستمرار بالتحمل وبالنفس الطويل سيتحول حتما إلى استسلام سيدفع ثمن نتائجه العرب كلهم والأجيال العربية القادمة بأسرها ومن الآن وحتى نهاية هذا القرن وربما إلى ما بعد قرون طويلة وهنا فإنه على كل عربي يحتل موقعاً مسؤولاً في بلده أن يتذكر وفي كل ليلة قبل أن ينام كمْ إستطال الإحتلال الصفوي للعراق ولبعض المناطق العربية الأخرى.

وهذا يعني أنه لا يجوز القاء عبء المواجهة في هذا الصراع، الذي كل المؤشرات تدل بأنه سيتحول إلى حرب طاحنة في أي لحظة، على المملكة العربية السعودية فقط ولعل ما من المفترض أنه بات واضحاً لكل عربي من المحيط إلى الخليج أن الإستهداف الإيراني لا يقتصر على السعودية فقط وأنَّ الإيرانيين إنْ هُم يركزون عليها الآن فلأنهم يعتبرونها الرقم الرئيسي في المعادلة العربية، وهي كذلك، والمثل يقول: «إن من يتغدى بشقيقك سيتعشى بك لا محالة «!!.

وهكذا فقد أصبح كل عربي في هذا الوطن المهدد بتغيير هويته العربية يسمع أصوات طبول حرب بات الإيرانيون يفرضونها على هذه المنطقة فرضاً بعدما شجعهم كل هذا التمدد الذي أحرزوه في سورية وفي لبنان وفي العراق وفي اليمن أيضاً مما يعني أن ترك السعودية تواجه هذا التحدي المصيري وحدها ليس غير جائز وفقط بل هو إستسلام سندفع ثمنه كلنا وبدون استثناء والأخطر أنَّ أجيالنا المقبلة ستدفع مثل هذا الثمن وأكثر منه بألف مرة!!.

الراي 2017-11-08



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات