دول عربية تحت الوصاية
إيران متهمة بالتدخل في الشوؤن الداخلية لعدد من الدول العربية في مقدمتها لبنان وسوريا والعراق واليمن ، والمفروض أنها تنفي هذا التدخل (المزعوم) ، لكن رئيس الجمهورية (روحاني) صرح علناً أن إيران تتمتع بنفوذ قوي في مجموعة من الدول العربية التي لا يمكن أن تأخذ قراراً في مسألة مهمة دون الرجوع لإيران. بعبارة أخرى فإن هذه الدول موضوعة تحت الوصاية الإيرانية.
لماذا يتطوع روحاني بالاعتراف بهذه التهمة ، هل هي زلة لسان ، أم أن وراءها هدف مدروس.
إيران التي تتمتع بالفعل بنفوذ كبير في مجموعة من الدول العربية ، لا يمكن أن تتباها بالتدخل في شؤون دول يفترض انها مستقلة ، وأن تعترف أنها تسيطر على قرارات تلك الدول.
تصريح روحاني ليس زلة لسان ، بل له هدف ، وهو في الواقع موجه إلى الولايات المتحدة التي تخشى إيران أنها تعد العدة لضربها عسكرياً. وبالتالي فإن إيران تريد ردع أميركا بلفت نظرها إلى أنها ليست دولة منعزلة كما كان العراق بل قوة إقليمية يحسب لها حساب ، وأنها تملك أوراقاً كثيرة تستطيع أن تستخدمها عند اللزوم كرد على عدوان أميركي محتمل. ولعل إطلاق صاروخ إيراني على الرياض رسالة ذات مغزى.
الضربة التي يمكن لأميركا أن توجهها لإيران يجب أن تأخذ بالحساب الاوراق التي تملكها إيران وبضمنها استهداف منابع البترول العربي ، وتحريك حزب الله ضد إسرائيل ومحاربة أميركا في سوريا والعراق.
تصريحات روحاني لها أبعاد أخرى موجهة للدول العربية ، التي ليست حتى الآن تحت الوصاية الإيرانية ، أن تخضع للنفوذ الإيراني عن ُبعد ، وأن تجد من مصلحتها أن تقترب من إيران طوعاً كمركز قوة ، وتقف ضد أي اعتداء عليها.
يبقى السؤال الأساسي: هل أميركا بقيادة الرئيس ترمب يمكن أن تدخل في حرب أخرى في الشرق الأوسط ، أم أن عدوانها مجرد كلام ترد عليه إيران بكلام. وإذا كانت أميركا لم تحرك ساكناً ضد كوريا الشمالية التي ُتجري تجارب على السلاح الذري والصواريخ البالستية التي تهدد أميركا نفسها ، فلماذا تتحرك ضد إيران بغير العقوبات الاقتصادية التي استنفدت أغراضها.
في هذا السياق لابد من الإشارة إلى استقالة السيد سعد الحريري من رئاسة حكومة لبنان احتجاجاً على التدخل الإيراني واعتبار لبنان تحت وصاية إيران ، وكون الحكومة اللبنانية تحت وصاية حزب الله وهو ذراع إيراني.
الراي 2017-11-08