القدس عاصمة فلسطين
على خطورة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، ونقل السفارة الأميركية اليها، إلا أنه لايغير من الحقائق على الأرض.. فالقدس محتلة، وأن أي اعتراف أميركي بها، لن يغير من حقيقتها، بأنها مدينة فلسطينية وهي العاصمة الأبدية لفلسطين.
نعم، فالقرار يغير من طبيعة الدور الأميركي المفترض في مفاوضات ما يسمى بالسلام بين الفلسطينيين وكيان الاحتلال. فلقد افترض المفاوض الفلسطيني، أن الولايات المتحدة راعية للمفاوضات، وأنها طرف محايد، يستطيع أن يؤثر على الطرفين لتحقيق السلام وفق قرارات الشرعية الدولية والمتمثلة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وأنها، لذلك لن تنحاز لكيان الاحتلال.
ولكن، هذا الافتراض غير صحيح، ولم تكن الإدارة الأميركية في أي يوم من الأيام طرفا محايدا، أو راعيا محايدا، فهي منذ نشأة الكيان الإسرائيلي، انحازت للمحتل ودعمته بكل ما تملك، سياسيا وماديا وعسكريا وعلى كافة الصعد. ولم تتوانَ لحظة في الوقوف معه وأفشلت حتى قرارات أو مواقف دولية تدينه لممارساته العدوانية البشعة بحق الشعب الفلسطيني.
لم تنجح المحاولات الفلسطينية والعربية العديدة بتغيير سياسة ومواقف الادارة الأميركية من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، فالعلاقة الأميركية الإسرائيلية ليست علاقة عابرة، أو محايدة، وانما هناك تحالف استراتيجي بينهما، يظهر بالدعم غير المحدود واللامتناهي الأميركي لكل السياسات الإسرائيلية.
إن قرار ترامب بشأن القدس الذي لاقى رفضا عالميا واسعا، يؤكد مرة اخرى، لمن راهن على الدور الأميركي بالضغط على اسرائيل للقبول بقرارات الشرعية الدولية واقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، أنه واهم، وأن هذا الدور الضاغط سيوجه للفلسطينيين لإجبارهم على تقديم التنازلات لصالح اسرائيل.
ومن المؤكد، أن قرار ترامب ينسف حل الدولتين الذي يتمسك به الفلسطينيون والعرب، ما يعني، أن ترامب وادارته سيذهبان باتجاه فرض حل لتصفية القضية الفلسطينية، لايكون مقبولا فلسطينيا وعربيا، ولايحقق العدالة أو يحقق الحل الشامل.
إن الايام القادمة ستكون صعبة، ولكن الشعب الفلسطيني المتمسك بوطنه وبأرضه قادر على قلب الطاولة، وإفشال كل المؤامرات والمخططات التصفوية، مهما كانت شدتها وخطورتها.
وقد أثبت دائما ذلك، وكان آخرها عندما أفشل البوابات الالكترونية على بوابات المسجد الأقصى المبارك.. وهو دائما يقدم التضحيات مهما غلت، ولكنه لايتنازل عن حقوقه بأرضه ووطنه.
الغد 2017-12-09